السياسي -متابعات
قالت وثيقة رسمية نشرها الكونغرس، إن الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس السابق جو بايدن مولت منظمات غير حكومية يسارية في إسرائيل بما يقارب 1 مليار دولار، لإسقاط حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وفق صحيفة “جيروزاليم بوست” اليوم الأحد.
وقالت الباحثة في جامعة تل أبيب الدكتورة أوسنات حزان، عن التقرير “إنه ليس وثيقة ملزمة قانوناً أو تقريراً رسمياً، وفي الواقع، هذا تقرير لجنة، أي تقرير أعده ممثلون منتخبون”. وأوضحت أن هناك دولاً تُعدّ فيها تقارير من قبل اللجنة البرلمانية وتُعتبر محايدة، لكن هذا ليس الحال في الولايات المتحدة.
ومن جانبها قالت المحامية غاليا فيت: “لقد سئم الرئيس دونالد ترامب من الدعم المالي الذي تقدمه الولايات المتحدة للمبادئ والقيم الديمقراطية في جميع أنحاء العالم، وهذه المذكرة تعبير آخر عن ذلك”.
كيف تُنقل الأموال
وحسب الوثيقة قالت صحيفة “جيروزاليم بوست” إن الإدارة السابقة أنفقت 884 مليون دولار، عبر صندوق “وقف إسرائيل”، وهو كيان أمريكي معفى من الضرائب يُمكّن المانحين من الخواص من التبرع لمنظمات في إسرائيل، بين 2021 و2024، إلى “أكثر من 1000 منظمة إسرائيلية، بينها جماعات شاركت في الاحتجاجات على الإصلاح القضائي في إسرائيل”.
ولكن الصحيفة تشير إلى مشكلتين في التقرير، فبين 2021 و2022، لم تتشكل الحكومة الإسرائيلية الحالي بعد، “لذلك فإن تضمين تلك السنوات يُضخّم الرقم”. ووفق للمصدر الذي حصل منه مؤلفو التقرير على رقم 884 مليون دولار، في 2023 و2024، أي بعد تشكيل الحكومة الحالية، مر ما يقل قليلاً عن 545 مليون دولار عبر صندوق وقف إسرائيل. ومع ذلك، فهو مبلغ كبير لإرساله إلى جماعات الاحتجاج.
ويوضح البروفيسور ثيودور ساسون، الباحث البارز في معهد دراسات الأمن القومي والمحاضر في كلية ميدلبري في فيرمونت: “تحتوي هذه الوثيقة على تضليل. يتحدثون عن أرقام ضخمة، لكن غالبية الأموال أو ربما كلها ذهبت إلى أنواع أخرى من القضايا في إسرائيل، مثل متحف إسرائيل، ونجمة داوود الحمراء، والجامعة العبرية.
وتقول حزان: “يمكن النظر إلى المنظمات غير الحكومية الإسرائيلية المذكورة لتتبع تمويلها. جميع الأموال الأجنبية التي تلقتها جميع المنظمات الإسرائيلية المدرجة في عام معين لا تتجاوز بضع عشرات ملايين الدولارات، ومعظمها من مصادر خاصة”.
“Did Biden spend $1b. to bring down the Israeli government?” – Jerusalem Post #SmartNews https://t.co/q3Kj3QxF6B
— Joe Honest Truth (@JoeHonestTruth) August 3, 2025
إسقاط حكومة نتانياهو
ويشير التقرير إلى تحويل مباشر واحد بين 2020 و2022، من وزارة الخارجية في عهد بايدن لما يقرب من 42 ألف دولار منحة فيدرالية لتمويل “برنامج تدريب النشاط المدني” لطلاب الصفين الحادي عشر والثاني عشر في ثلاث مدارس ثانوية في القدس.
وإلى جانب تواضع هذا المبلغ، لم تكن الحكومة الإسرائيلية الحالية قد تشكلت بعد، مع الإشارة إلى أنه في 2020، كان الرئيس الأمريكي وقتها، دونالد ترامب.
ويقول فيت: “هذه الوثيقة تطرح الكثير من الاحتمالات”. يبدو أن الإدارة الأمريكية منحت بدورها أموالاً لـ”وقف إسرائيل” الذي نقل هذه الأموال لمنظمات إسرائيلية، بما في ذلك بعض المنظمات التي دعمت الاحتجاجات.
وتشير المذكرة إلى أن الأموال المحولة من الحكومة الأمريكية استُخدمت لتمويل الاحتجاجات، وهو أمر لا يمكن إثباته بهذه الطريقة، ما يُضلل الرأي العام ويُوهمه بإمكانية تتبع مسار الأموال، وهو أمر لا يمكن تحقيقه دون تحقيق جدي.
وتضيف حزان “حتى بالاعتماد فقط على البيانات الواردة في هذه الوثيقة، فمن المؤكد بنسبة 99.9% أن ذلك لم يحدث”، ولا توجد معلومات أو وثائق توضح مسار الأموال التي تبرعت بها كل منظمة، عبر صندوق مؤسسة الإخوة روكفلر.
وإذا قررت مصلحة الضرائب الأمريكية تتبع مسار الأموال، فسيكون ذلك ممكناً. ولكن استناداً إلى البيانات الأولية والرسمية، نعلم أن حوالي 2.5 مليار دولار تحول سنوياً، من حوالي 2000 منظمة أمريكية إلى بضعة آلاف من المنظمات غير الربحية الإسرائيلية، وهي الأموال في معظمها، إن لم تكن كلها، أموال خاصة. لذلك، لا منطق في الادعاء بأن مليار دولار، انتقل من الإدارة إلى 4 أو 5 منظمات إسرائيلية فقط.