أن تلتزم حماس بالتزامات منظمة التحرير أشرف لها من التزامها بمبادرة ترامب

إبراهيم ابراش

على من تبقى من قيادات حماس في الخارج انتهاز لقاءات القاهرة مع قيادة دولة فلسطين والفصائل والمسؤولين المصريين والتوقف عن المكابرة والمعاندة والحديث عن الانتصارات والصمود ،وأن يكونوا صادقين هذه المرة مع الشعب ومع قيادة الشعب والفصائل ومع الوسيط المصري ،وأن يعترفوا بأن تجربتهم في العمل المسلح وصلت لطريق مسدود حتى وإن كانت نواياهم من طوفان الأقصى صادقة ،ويتركوا لهذه الأطراف محاولة انقاذ ما يمكن انقاذه سواء في قطاع غزة أو مجمل القضية الفلسطينية، وبدلاً من تأكيد الحركة على التزامها بتنفيذ كل ما ورد بمبادرة ترامب كما ورد أمس على لسان القيادي الحمساوي حسام بدران أن تعلن التزامها بوحدانية تمثيل منظمة التحرير لكل الشعب والتزامها بالتزامات منظمة التحرير الدولية بما فيها كل قرارات الشرعية الدولية.
ندرك صعوبة التحديات التي تواجه الكل الفلسطيني حتى في حالة التزام حركة حماس بما سبق، لأن القرار في مستقبل غزة لم يعد فلسطينياً وعربياً ولا حتى دولياً للأسف الشديد بل أمريكي إسرائيلي، ولكنها على كل حال محاولة يمليها الواجب الوطني وقد تُقنع دول العالم بوجود قيادة واحدة وعنوان واحد للشعب الفلسطيني، مع اعتقادنا أن الشعب الفلسطيني بدأ يفقد ثقته بكل الطبقة السياسية والأحزاب.
ننصح حركة حماس وفصائل المقاومة في قطاع غزة بذلك قبل فوات الأوان لأن الدور المرسوم لبقايا حركة حماس في الداخل في المرحلة القادمة تحت إشراف أمريكي وإسرائيلي ولصالحهما سيكون أكثر خطورة على سكان غزة وكل الشعب من كل ما قامت به قبل ذلك، وهو دور الأداة المنفذة للمخطط الأمريكي الإسرائيلي في القطاع، وسيكون اتفاق أوسلو الذي رفضته وخونته حماس وفصائل أخرى لأنه قَبِل بسلطة على ٢٢% من أرض فلسطين والتنسيق الأمني مع الإسرائيليين، سيكون هذا الاتفاق انجازاً وطنياً مقابل الدور الذي ستقوم به حماس في المرحلة القادمة!