السياسي – يتزايد الترقب من قبل الدول الأوروبية حول السياسة المتوقعة للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، مع اقتراب تنصيبه.
وسلّطت صحيفة “لاراثون” الإسبانية الضوء على استعدادات الدول الأوروبية للتحديات المتعلقة بعودة ترامب، وأبرزها إعادة تسليح أوروبا وسيناريو المفاوضات الأوكرانية مع روسيا لتجميد الصراع.
وقالت الصحيفة في تقرير إن “الوضع في أوروبا خلال 2025 ومع تولي ترامب لا يبشر بالخير، ووعد دونالد ترامب بتسوية الحرب في أوكرانيا خلال 24 ساعة يشير إلى أن مفاوضاته ستبدأ بمحاولة إقناع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتسليم الأراضي”.
وعلى صعيد المخاوف الأوروبية من العقوبات الاقتصادية الأمريكية، تعهد ترامب بفرض ضرائب وتعريفات جمركية إضافية تصل إلى 10% على الواردات الأمريكية من الاتحاد الأوروبي، والضغط على الأخير لاستيراد المزيد من المنتجات الأمريكية.
وأظهرت بيانات وزارة التجارة الأمريكية أن إجمالي تجارة السلع والخدمات مع الاتحاد الأوروبي بلغ 1.36 تريليون دولار في 2023، بواقع صادرات أمريكية بقيمة 620 مليار دولار، وواردات بـ743.3 مليار دولار.
وبلغ العجز التجاري الأمريكي في السلع والخدمات مع الاتحاد الأوروبي 124 مليار دولار في 2024، وهو ما يسعى ترامب إلى إطفائه من خلال التوصل إلى صيغة تجارية تنهي العجز.
-عقلية تجارية
وقال المحلل السياسي كارزان حميد إن “ارتفاع تكاليف الحرب الروسية ـ الأوكرانية في الأشهر الأخيرة تسبب بخلق أزمة اقتصادية كبيرة داخل بلدان الاتحاد الأوروبي”.
وأضاف حميد أن “المشكلات الاقتصادية في أوروبا أدت إلى تقسيم الآراء السياسية تجاه القضايا الاستراتيجية الدولية، التي كانت حكرًا على عدة دول، الآن أصبحت متعددة الاتجاهات”.
واعتبر أن “ترامب يفكر بعقلية رجل الأعمال، وأي التزامات مالية يفرضها علی الحلفاء أولًا، وخصومه ثانيًا، هي من أجل إبقاء الشركات الأمريكية في مقدمة الشركات العالمية، ودعم اقتصاد بلاده لكي يبقی في مقدمة اقتصاديات دول العالم”.
وأشار حميد إلى أن “التصريحات التي يدلي بها ترامب ليست كلها قابلة للتطبيق، فبعضها للاستهلاك الإعلامي”.
ولفت إلى أن “ملف تمويل الحرب الأوكرانية من عدمه يتوقف على مدی قناعة ترامب بهذه الحرب من وجهة نظره التجارية، فإن رأی أنها مربحة في ملف نقل الغاز الأمريكي إلى الجهة الأخری من الأطلسي ستدوم الحرب سنوات أخری”.
-“فاتورة ترامب”
من جانبه، قال أستاذ الاستشراق في موسكو رامي القليوبي إن “ترامب رجل أعمال أكثر من كونه رجل سياسة، كما ينتمي إلى التيار المناهض للعولمة، وسياسيا يرفع شعار أمريكا أولا كمنهجية للسياسة الخارجية وليس مجرد شعار فقط”.
وأضاف القليوبي أن “ترامب يرى أن قوة الولايات المتحدة في خلق الوظائف وإبرام عقود توريد الطائرات وهيمنة الدولار حول العالم”، مشيرا إلى أنه بمجرد استشعار ترامب بأن تجمع بريكس قد يعتمد عملة موحدة بدلا من الدولار، هدد على الفور بفرض عقوبات على دول هذا التكتل.
وذكر أن “ترامب لا يرى أن أوكرانيا أولويته، أو روسيا، وإنما يرى أولويته في مواجهة الصين التي ستصبح القوة الاقتصادية الأولى في العالم هذا القرن عاجلا أو آجلا”.
وأوضح أن “ترامب سيسعى لفرض فاتورة على الدول الأوروبية مقابل ضمان أمنها”.
وأشار القليوبي إلى أن “ترامب خلال ولايته انتقد انضمام جمهورية الجبل الأسود إلى حلف الناتو واعتبر أنها قد تورط دولة بحجم الولايات المتحدة في حرب، وبالتالي فإن هناك بالفعل تخوفات في الدول الأوروبية بأن يقوم ترامب بفرض التزامات مالية عليها فور توليه الحكم في 20 يناير الجاري”.