السياسي – تجاوز عدد الموقعين على عريضة إلكترونية بعنوان “لا للحرب مع فنزويلا، أوقفوا ترامب” 40 ألف توقيع، في تصاعد واضح للاحتجاجات على الحملة الأمريكية المستمرة ضد ما تصفه واشنطن بسفن تهريب المخدرات المشتبه بها قبالة السواحل الفنزويلية.
تأتي هذه العريضة وسط تصعيد متواصل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته ضد كاراكاس، ما أثار قلقًا متزايدًا بشأن احتمال مواجهة عسكرية مباشرة، بحسب مجلة “نيوزويك”.
-حملة أمريكية مثيرة للجدل
منذ أوائل سبتمبر/أيلول، شنت الولايات المتحدة ضربات على ما لا يقل عن 30 سفينة يُشتبه في استخدامها لتهريب المخدرات، في إطار حملة لمكافحة تدفق المخدرات إلى البلاد.
وبحسب بيانات الإدارة الأمريكية، أسفرت هذه العمليات عن مقتل أكثر من 100 شخص. كما قامت واشنطن باحتجاز ناقلتي نفط خاضعتين للعقوبات بالقرب من السواحل الفنزويلية، مما زاد من حدة التوتر مع حكومة الرئيس نيكولاس مادورو.
وتتهم الولايات المتحدة مادورو بارتكاب جرائم إرهابية مرتبطة بالمخدرات، وقد رصدت السلطات مكافأة قدرها 50 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله.
ونفى مادورو هذه الاتهامات، مؤكدًا عدم ضلوعه في شبكات تهريب المخدرات، كما لم تعترف الولايات المتحدة رسميًا بإعادة انتخابه العام الماضي.
-العريضة والجدل القانوني
تطالب العريضة الإلكترونية، التي اقتربت من 42 ألف توقيع صباح الثلاثاء بتوقيت شرق الولايات المتحدة، المشرعين بـ”كبح جماح هذه الضربات العسكرية غير الدستورية ومنع ترامب من إرسال البلاد إلى حرب مع فنزويلا”.
ورغم الجدل الشعبي، فشلت حتى الآن جهود الكونغرس للحد من العمليات العسكرية الأمريكية قرب فنزويلا، في ظل تصريحات البيت الأبيض بأن واشنطن في “نزاع مسلح” مع عصابات المخدرات. ويثير خبراء ومسؤولون حاليون وسابقون تساؤلات حول الأساس القانوني لهذه الضربات، خاصة مع أول غارة أمريكية معلنة على الأراضي الفنزويلية.
وأكد ترامب خلال مقابلة إذاعية أن الولايات المتحدة دمرت “منشأة كبيرة تأتي منها السفن”، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل، في حين أفادت شبكة “سي إن إن” بأن وكالة المخابرات المركزية نفذت غارة بطائرة مسيرة على منشأة ميناء في وقت سابق من الشهر الحالي، لاستهداف رصيف يُعتقد أنه يُستخدم لتخزين المخدرات من قبل عصابة “ترين دي أراغوا”، ولم يتواجد أحد في الموقع وقت الغارة.
وفي إطار الضربات الأمريكية المستمرة، أعلنت القيادة الجنوبية للولايات المتحدة (SOUTHCOM) عن مقتل شخصين من “الإرهابيين المرتبطين بتجارة المخدرات” في غارة شرق المحيط الهادئ يوم الاثنين، في إطار العمليات التي بدأت في أكتوبر الماضي.
-ردود الفعل والمخاطر المتصاعدة
يشدد منظمو العريضة على أهمية توصيل الرسالة للكونغرس بأن الرأي العام يراقب الأحداث عن كثب ويطالب بالتحرك لوقف التصعيد؛ وقالوا: “نحن بحاجة إلى إظهار للكونغرس أننا نولي اهتماماً ونطالبهم بالتحرك”.
في المقابل، أكدت القيادة الجنوبية الأمريكية أن الضربات الأمريكية “نفذت ضربة حركية مميتة على سفينة تديرها منظمات إرهابية مصنفة في المياه الدولية”، مما يعكس استمرار واشنطن في سياساتها الحازمة تجاه فنزويلا.
ومع استمرار الحملة العسكرية والجدل حول مشروع الضربات، يظل السؤال الأكثر إلحاحًا حول احتمال تطور الأزمة إلى مواجهة أكبر قد تؤدي إلى صدام مباشر بين واشنطن وكاراكاس، وسط تصاعد الاحتجاجات الدولية والضغط الشعبي الأمريكي لإنهاء العمليات العسكرية.







