السياسي -24-وكالات
يثير التوسع السريع في استخدام الذكاء الاصطناعي قلقاً بيئياً كبيراً، خاصة بسبب استهلاكه الهائل للطاقة والانبعاثات المرتبطة به. ويتطلب تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة قوة حسابية ضخمة، مما يؤدي إلى زيادة استهلاك الكهرباء وزيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. ولكن، هناك أمل في أن مراكز البيانات قد تكون جزءاً من الحل.
وتُطلق شركة Orbital Materials، التي أسسها باحث سابق في DeepMind، برنامجا تجريبياً هو الأول من نوعه لالتقاط ثاني أكسيد الكربون باستخدام الحرارة المهدرة من الخوادم، ولهذا الغرض، تخطط الشركة الناشئة لاستخدام مادة مصممة بالذكاء الاصطناعي تعمل بكفاءة أكبر في ظروف مراكز البيانات.
وستختبر Orbital Materials برنامجها التجريبي في مركز بيانات تديره شركة Civo في المملكة المتحدة، وفق “إنترستينغ إنجينيرينغ”.
التقاط الحرارة وخفض الكربون
تُعتبر تقنية التقاط الهواء المباشر واحدة من الأساليب المستخدمة لالتقاط ثاني أكسيد الكربون، ولكنها غالباً ما تكون مكلفة للغاية، حيث قد تصل تكاليف التقاط الكربون إلى 1000 دولار أمريكي لكل طن.
لكن جوناثان غودوين، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لـ Orbital Materials، أشار إلى أن الاختبارات الأولية في المملكة المتحدة قد أظهرت انخفاض التكاليف إلى حوالي 200 دولار للطن.
وصرح غودوين: “هذا أقل مما توقعنا، والمفتاح يكمن في جزيء جديد، مسحوق بنفسجي يعمل في درجات حرارة مختلفة عن المواد الماصة التقليدية، مما يجعله أكثر ملاءمةً لبيئة مراكز البيانات شديدة الحرارة”.
وأضاف: “إن دمج قدرتنا على استخدام الذكاء الاصطناعي وفريقنا الكيميائي المتميز يسمح لنا بالابتكار في مجال المواد الماصة بشكل يفوق أي جهة أخرى”.
أثناء عملية التقاط الكربون، تسحب المراوح الهواء وتمرره عبر مادة ماصة تحبس ثاني أكسيد الكربون، بمجرد تسخينها، تطلق المادة الماصة ثاني أكسيد الكربون، الذي يُجمع في خزانات كبيرة ويُنقل إلى مواقع التخزين.
نشر محمول وقابل للتوسع
وتضع Orbital Materials هذا النظام في حاويات شحن محمولة يمكن نشرها مباشرة في مراكز البيانات، وطُرحت فكرة التقاط الهواء مباشرةً لسنوات، إلا أنها لم تتحقق قط، إذ تُصدر مراكز البيانات هواءً ساخناً، بينما تتطلب المواد الماصة التقليدية هواءً بارداً.
ولمواجهة هذا التحدي، لجأت الشركة إلى نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها لتصميم جزيء قادر على امتصاص الكربون بكفاءة أكبر في درجات الحرارة المرتفعة، ثم اختُبرت المادة الناتجة – وهي مسحوق بنفسجي – في مختبر الشركة. وتُسوّق الشركة الناشئة هذا المنتج الآن كأول منتج تجاري لها.
ذلك وأقرّت العديد من شركات التكنولوجيا العملاقة، بما في ذلك أمازون وغوغل، علناً بالبصمة الكربونية لمراكز بياناتها، لكنها لم تُعالج تأثير عمليات الذكاء الاصطناعي لديها بشكل كامل حتى الآن.