إتش بي تستغني عن 10% من موظفيها

السياسي –  أعلنت شركة “إتش بي” الأمريكية، إحدى أكبر مصنعي الحواسيب والطابعات في العالم، عن خطة إعادة هيكلة واسعة تتجه بموجبها إلى تسريح ما يصل إلى 10% من قوتها العاملة عالميا، في خطوة تقول الشركة إنها ضرورية للتحول نحو حلول الذكاء الاصطناعي وتعزيز الكفاءة التشغيلية.

وبحسب أحدث تقرير لنتائج أعمال الشركة، فإن “إتش بي” تتوقع الاستغناء عن بين 4 و6 آلاف موظف خلال الفترة المقبلة، مع تركيز استثماراتها على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في منتجاتها وخدماتها بهدف تسريع الابتكار ورفع مستوى رضا العملاء.

وتنسجم خطوة “إتش بي” مع توجه أوسع في قطاع التكنولوجيا، إذ لجأت شركات كبرى مثل غوغل ومايكروسوفت وأمازون خلال العامين الماضيين إلى خفض أعداد موظفيها، في إطار إعادة توجيه الموارد نحو تطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.

ويقول محللون إن الأتمتة المدفوعة بالذكاء الاصطناعي بدأت تؤثر بقوة على وظائف دعم العملاء وإدارة المحتوى وإدخال البيانات وبعض مهمات البرمجة، ما يسرع من موجة التغييرات داخل القطاع.
خطة توفير بمليار دولار

وأفادت “إتش بي” بأن استراتيجيتها الجديدة في مجال الذكاء الاصطناعي تهدف إلى تحقيق وفرات سنوية تقارب مليار دولار بحلول نهاية السنة المالية 2028. وتأتي هذه الخطوة في ظل تغيرات كبيرة في أنماط الطلب داخل أسواق الحواسيب والطباعة عالميا.

وفي مقابلة مع صحيفة “وول ستريت جورنال”، قال الرئيس التنفيذي للشركة إنريكي لوريس إن “إتش بي” تعتزم رفع أسعار حواسيبها والعمل مع موردين جدد لتخفيف أثر الارتفاع المستمر في تكاليف الحوسبة الذكية. وأشار إلى أن الطلب الخارجي على الحواسيب المدعومة بالذكاء الاصطناعي “يواصل الارتفاع”، إذ باتت تشكل أكثر من 30% من شحنات الشركة خلال الربع الرابع المنتهي في 31 تشرين الأول/أكتوبر.

وحذر محللو “مورغان ستانلي” من أن الارتفاع العالمي في أسعار رقائق الذاكرة — الناتج عن الطلب المتزايد من مراكز البيانات العملاقة — قد يدفع التكاليف إلى مستويات أعلى، ما يضع ضغوطا إضافية على شركات الإلكترونيات الاستهلاكية مثل “إتش بي”٬”ديل” و”آيسر”.

وتتنافس شركات التكنولوجيا الكبرى بقوة للحصول على شرائح “DRAM” و”NAND” المستخدمة على نطاق واسع في الخوادم، في ظل سباق بناء بنية تحتية ضخمة للذكاء الاصطناعي.

وقال لوريس إن الشركة تتوقع الشعور بالأثر المالي لارتفاع أسعار الذاكرة خلال النصف الثاني من السنة المالية 2026، مع تسجيل زيادات سعرية أعلى، مشيرا إلى أن “إتش بي” تمتلك مخزونا كافيا لتغطية النصف الأول من العام نفسه.

وأضاف: “نعتمد مقاربة حذرة في توقعاتنا للنصف الثاني، مع تنفيذ خطوات صارمة تشمل تأهيل موردين بتكلفة أقل، وخفض تكوينات الذاكرة، واتخاذ إجراءات خاصة بالأسعار”.