وبعد شد وجزر داخل مجلس الشورى والجهات ذات الصلة التي تمتلك حق التصويت في إختيارات داخلية لخليفة الشهيد القائد إسماعيل هنيه يقع الأختيار على يحي السنوار، رئيسا لحركة حماس قد يكون هذا القرار لأسباب ديمقراطية، وبرغم إنه قرار شأن داخلي لحركة حماس ولكن تعبير عن غياب للأفق والبعد السياسي وتغليب روح المغامرة على منطق العقل لقد عرفنا العقلية والنضوج والحكمة والمنطق والوعي الوطني الذي يتمتع به الراحل الكبير الشهيد إسماعيل هنيه وكان بارع في المسار السياسي لحركة حماس و العلاقات الوطنية الفلسطينية مع مختلف القوى والفصائل الفلسطينية من خلال التجربة الطويلة وهو إلى جانب القائد المؤسس لحركة الشيخ المجاهد الشهيد احمد ياسين والقيادات السياسية للحركة حماس
وقد تولى رئيس كتلة حماس في المجلس التشريعي الفلسطيني وبعد حصول حماس على الأغلبية في الإنتخابات التشريعية كلف من الرئيس أبو مازن برئاسة الحكومة الفلسطينية وقد تولى للمرة الثانية وبعد الانقلاب العسكري لحركة حماس بقطاع غزة بسنوات عمل على إنجاح إتفاق شاطى بين حماس وحركة فتح، حيث تخلى طوعياً عن موقع رئيس الوزراء من أجل التوافق الوطني الفلسطيني وقد تولى رئاسة الحكومة الفلسطينية رامي الحمدلله رئيس جامعة النجاح الفلسطينية، وجاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 2014 على قطاع غزة والذي امتد 52 يوما وقد تراجعت حماس عن إتفاق الشاطي والذي كان سبب بنجاح ذلك الاتفاق الشهيد القائد إسماعيل هنيه ولكن قوى الشد العكسي لحركة حماس.
قد اسقط ذلك الاتفاق في اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي 2014, وبدون إدنى شك بأن قرار إنتخاب يحي السنوار رئيس لحركة حماس شأن داخلي، ولكن حين تأخذ حماس وبشكل منفرد من قبل يحيى السنوار قرار الحرب يوم السابع من أكتوبر 2023 ونصل إلى هذه النتائج الكارثية والمدمرة لشعبنا الفلسطيني لم يعد الأمر شأن داخلي وليس ذلك فحسب غالبية قيادات حماس والمكتب السياسي لحركة لم يكن على علم بقرارات يحي السنوار وعدد من رفاقه حول ما حدث. وبعد مرور عشرة شهور من العدوان الإسرائيلي الشامل على قطاع غزة من قتل وتدمير ومساح البشر والحجر بقطاع غزة عن الوجود نتيجة العدوان الإسرائيلي والذي استغل ما حدث عن سبق الإصرار ولم يكتفي بصمت لساعات عما حدث يوم السابع من أكتوبر بل قام الجبيش الإسرائيلي بقصف المستوطنين الاسرائليين عن قصد وبدأت وسائل الإعلام الإسرائيلي تتحدث عن تعرضهم للعمليات قتل المدنيين وتجنيد دول وشعوب العالم بأن “إسرائيل” تتعرض للهجوم إرهابي واعتداءات جنسية وقتل المدنيين مستغلين احتجاز المدنيين وعتقالهم وبدون أدنى شك بأن الإحتلال الإسرائيلي الفاشي لا يحتاج إلى مبرر ولكن هذه الواقعة
كانت بمثابة هديه تنتظرها” إسرائيل” وعملت على إستغلال ذلك بابشع الوسائل.
حيث قامت بشن عدوان ومجازر والآبادة الجماعية على الفلسطينيين بقطاع غزة مما تسبب بندمير شامل كافة مرافق الحياة من منازل وابراج ومخيمات اللاجئين والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس ولم يبقى شيئ بدون تدمير بحيث لم تعد إمكانية الحياة ممكنة للمواطنين بقطاع غزة، وقد أصبح مطلب الشعب الفلسطيني وشعوب العالم والقيادة الفلسطينية وقيادات المقاومة المسلحة وفي المقدمة حركة حماس وجناحها العسكري والسياسي وقف إطلاق النار وما تزال “إسرائيل” غير معنية بوقف إطلاق النار ، وحتى هذه اللحظة ترفض “إسرائيل ” الإلتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة وكذلك قرار محكمة العدل الدولية لوقف إطلاق النار والإبادة الجماعية للفلسطينيين، بل فإن حكومة نتنياهو قامت بعملية إستهداف المحافظات الشمالية بالضفة الغربية ومخيماتها حيث التصعيد الإسرائيلي اليومي بحق الشعب الفلسطيني بقطاع غزة والضفة الغربية والقدس من أجل تهجير الفلسطينيين لقد تنازلات حماس عن مطالبها بتبيض السجون وحماية الأقصى المبارك وباحاتها بعد نتائج طوفان الأقصى، حيث أصبح المطلب وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية للمواطنين بقطاع غزة والذي يعني من سوء الأوضاع الإنسانية والحياتية لشعبنا
والسؤال المطروح هل إنتخاب القائد يحي السنوار يعتبر رد الجميل على ما تحقق من إنتصار للقضية الفلسطينية وقطاع غزة على وجه التحديد ، وقد لفت نظري بأن إختيار السنوار بصفته قائدا عسكري لحركة حماس بقطاع غزة ولكن السؤال غير المطروح من أي الكليات العسكرية والأمنية التي تخرج منها السنوار لقد أمضى عشرون عام في سجون الإحتلال الإسرائيلي وخرج من خلال عملية تبادل الأسرى مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط، بدون أدنى شك إنه مناضل ومجاهد ولكن لم يكن يوما قائدا عسكرياً أو سياسياً و يتحمل هذه المسؤولية للقيادة حركة حماس ويصبح خليفة الشهيد القائد إسماعيل هنيه رحمه الله تعالى والمتعارف عليه في معظم جيوش العالم يمنع على الأسير بأن يتولى مسؤولية عسكرية أو سياسية للسنوات وفي نفس الوقت فإن السنوار لا يزال في الإنفاق مقيد الحركة.
نسأل الله السلامة لشعبنا الفلسطيني