السياسي – أبرزت قناة FOX NEWS الأمريكية أن إدارة دونالد ترامب هي من تمنح الضوء الأخضر لفرض المجاعة في غزة عبر دعم استخدام دولة الاحتلال الإسرائيلي سلاح التجويع في خضم حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ أكثر من عام ونصف.
وقالت القناة إنه بعد نحو شهر من استئناف الهجمات العسكرية الإسرائيلية، يبدو أن الدعم الأميركي يشكل مجريات الصراع على مستويات متعددة — عسكريًا ودبلوماسيًا وسياسيًا.
ويوم الاثنين الماضي، وأثناء جلوسه بجانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المكتب البيضاوي، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب للصحفيين: “نحن نحاول جاهدين إخراج الأسرى. نحن ننظر في إمكانية وقف إطلاق نار آخر. سنرى ماذا سيحدث”.
وقد سلطت هذه التصريحات الضوء على نهج ترامب المزدوج: استمرار الضغط الدبلوماسي ودعم مباشر للحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة.
وبما وصفه المسؤولون الإسرائيليون بأنه “حرية كاملة في العمل”، وسعت دولة الاحتلال حرب الإبادة في غزة وهجومها ليشمل مدينة رفح والممر الاستراتيجي المعروف بمحور موراغ.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي إن الحملة الإسرائيلية تنفذ بتنسيق وثيق مع الولايات المتحدة، لدينا الآن حرية التصرف، ولم نعد نواجه تهديد الفيتو في مجلس الأمن كما كان الحال في الإدارة السابقة”.
وأشار المسؤول نفسه إلى تحول في السياسة الإنسانية، مما زاد، بحسب رأيه، من قوة الضغط الإسرائيلي.
وقال “على عكس الإدارة السابقة، الولايات المتحدة لا تفرض إدخال 350 شاحنة مساعدات يوميًا إلى غزة. وهذا يمنحنا ورقة ضغط”.
-الهدف هو التهجير القسري
خلال اجتماعهما في المكتب البيضاوي، كرر ترامب ونتنياهو تطابق مواقفهما في القضايا الأساسية.
وقال نتنياهو إن على سكان غزة أن يكونوا “أحرارًا في اختيار الذهاب إلى أي مكان يريدونه”، في إشارة اعتبرها بعض المحللين مناقشة متجددة حول إعادة توطينهم في دول ثالثة.
أما ترامب فقد ذهب أبعد من ذلك، وطرح فكرة وجود أميركي في القطاع، قائلاً: “غزة قطعة عقارية رائعة ومهمة. وجود قوة سلام أميركية هناك، تسيطر على قطاع غزة وتمتلكه، سيكون أمرًا جيدًا”.
قال جاويد علي، المدير السابق في مجلس الأمن القومي الأميركي وأستاذ بجامعة ميشيغان، إنه مع مرور ما يقرب من شهر على استئناف العمليات العسكرية المكثفة في غزة، يبدو أن الاستراتيجية الإسرائيلية تركز على تهجير أبر عدد من الفلسطينيين عبر أنحاء القطاع.
ورغم أن إدارة بايدن السابقة كانت تركز على وصول المساعدات الإنسانية، لاحظ علي أن البيت الأبيض الحالي لم يضغط علنًا على الحكومة الإسرائيلية لتقليل عملياتها، مضيفًا أن هذا قد يتغير، خاصة إذا ساءت الأوضاع الإنسانية أو إذا تقدمت المفاوضات مع إيران بشأن برنامجها النووي.
وميدانيًا، تحركت السلطات الإسرائيلية لإعادة تشكيل المشهد الإنساني في غزة بما في ذلك قرارها السماح للجيش بالإشراف المباشر على توزيع الإمدادات.
في المقابل تواصل المنظمات الإنسانية والقادة الدوليون إدانة دولة الاحتلال واستخدام حرب التجويع؟
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في 8 أبريل: “أكثر من شهر كامل مضى دون دخول قطرة واحدة من المساعدات إلى غزة. لا طعام. لا وقود. لا دواء. غزة أصبحت ساحة قتل — والمدنيون عالقون في حلقة موت لا نهاية لها”.