السياسي – قبل لحظة من لقاء نتنياهو ترامب، يوضح مسؤول كبير في جهاز الأمن: “الخط الأصفر هو الحدود الجديدة من ناحيتنا. ما لم يتم تجريد ونزع سلاح حماس، فموقف جهاز الأمن هو عدم الانسحاب من الخط الأصفر”. هذه الأقوال تعرض في المحافل العليا وفي الاستشارات قبل رحلة نتنياهو السياسية إلى الولايات المتحدة.
في هذه الأثناء، يواصل الجيش الإسرائيلي تثبيت حقائق في منطقة الخط الأصفر ويستعد للبقاء قدر ما يلزم. حتى هذه اللحظة، لا يبدو أن الأمريكيين ينجحون في بلورة آلية تجرد قطاع غزة من السلاح أو قوة متعددة الجنسيات توافق على الدخول إلى المنطقة وتصطدم مع حماس.
يوضح جهاز الأمن بأنه سينفذ قرارات المستوى السياسي، ويتبعون كل تعليمات أخرى إذا ما صدرت بعد لقاء نتنياهو – ترامب في نهاية الشهر، لكن موقف الجهاز هو البقاء في نحو نصف أراضي القطاع، في المناطق المطلة، ما لم تدع حماس سلاحها.
مصدر أمني كبير آخر تحدث مع “إسرائيل اليوم” في الأيام الأخيرة: “لن نخرج آخر كلاشينكوف من غزة، لكن ما دامت حماس تسيطر على المواطنين وتحيك مؤامرات وتحاول بناء قوتها من جديد في القطاع، دون رد، لا يجب التحرك قيد أنملة”.
محافل أخرى في جهاز الأمن أشارت إلى أن مستوى التنسيق مع الولايات المتحدة وإسرائيل عال جداً، وفهم الواقع لدى الجهات المهنية في الولايات المتحدة “جيد جداً”. “العسكريون الأمريكيون الذين يخدمون هنا يفهمون جيداً ما يحصل في غزة. لا يوجد ميليمتر إلا ويعرفونه. ليس لديهم أوهام، يفهمون الواقع جيداً”، يقول المسؤول الكبير.
بين التشاؤم والرؤيا
مع ذلك، من المهم التشديد على أن إسرائيل تحاول عمل كل شيء لدعم الجهد الأمريكي لإقامة قوة متعددة الجنسيات وبناء “غزة الجديدة” في رفح أولاً كي لا تعبر كمن تحاول إفشال الخطط الأمريكية.
لا توجد جهة إسرائيلية واحدة ليست شكاكة بالنسبة للخطة. وحسب مصدر رفيع المستوى، فإن “ثمة هوة بين التشاؤم الإسرائيلي والرؤيا الأمريكية، لكن إسرائيل ستفعل كل شيء كيلا تظهر وكأنها تفشل الخطوات الأمريكية. إذا ما نجحت الخطوة فخير، لكننا يفترض أن نكسب أيضاً إذا ما فشلت الخطوة الأمريكية”.
وعلى حد قوله، فإنه “إلى أن تأتي جهة تشرح كي ينزع سلاح حماس، فلا نية لنا التزحزح ولو ميليمتر واحد. وثمة إمكانية بأنه إذا لم تتوفر الآلية، فسيرفع الأمريكيون أيديهم ويواصلون مشاركتهم من خلال القيادة الأمريكية في “كريات جات” – وعندها سيكون 50 في المئة من غزة بأيدينا، وسيسكن الغزيون في الخيام، ونكون نحن قد حسنا وضعنا”.
بالتوازي، تصر إسرائيل على إعادة الاسير ران غوئيلي. مسؤولون كبار في إسرائيل يشيرون إلى أن إجراءات التفتيش معقدة جداً، لكن يشددون على أن الحصول على كل الاسرى تقريباً في ظل البقاء على الخط الأصفر – “هذا هو الأقرب إلى الحسم العسكري لنا في غزة. عندما ننظر إلى ما قبل شهرين، ليس واضحاً كيف وافقت حماس على ذلك”.
لقاء مصالح
الجانب الأكثر تعقيداً هنا هو حرية العمل الإسرائيلية المحدودة في غزة، بالطبع، والحاجة لتنسيق أعمال إسرائيلية في القطاع مع الأمريكيين. هنا، يقترح مسؤولون إسرائيليون بوجوب النظر استراتيجياً وللمدى البعيد.
حتى بعد أن أعربت الإدارة الأمريكية عن عدم رضاها من العملية الإسرائيلية إزاء تصفية مسؤول حماس الكبير رائد سعد، بل وقال ترامب إنه سيفحص إذا كان هذا خرقاً لوقف النار، يشير مصدر أمني كبير إلى أنه إذا ما وقعت فرصة أخرى للمس بمخربين كبار في غزة مثل رئيس الذراع العسكري لحماس عزب الدين الحداد، فستكون توصية الجيش هي تصفيته.
ومع كل هذا، يجب أخذ المصالح الأمريكية بالحسبان، وحقيقة أن الرئيس الأمريكي يلقي بكامل ثقل وزنه على الاتفاق في قطاع غزة، إذ إنه أحد الإنجازات الأكبر لولايته. لا شك أن المصلحة الأمريكية هي التقدم إلى المرحلة الثانية من الصفقة، وذلك في ضوء التعهد الذي قطعه ترامب لدول مثل قطر وتركيا وغيرهما.
غير أنه مكان الأمل في نجاح نتنياهو بإقناع ترامب ألا يمس بمصالح إسرائيل الأمنية التي تتضمن تفكيك حماس وإزاحتها عن الحكم. مهما يكن من أمر، سنحصل على الأجوبة بعد لقاء نتنياهو ترامب في نهاية الشهر.
ليلاخ شوفال
إسرائيل اليوم 19/12/2025










