جدة، 20 مايو 2025
دخل قطاع غزة فصلا جديدا من العدوان الإسرائيلي الوحشي حيث بدأت قوات الاحتلال في إخلاء شمال القطاع من خلال استهداف مستشفياته، ونسف ما تبقى لديه من مبان، مع تركيز خطط الاحتلال في توزيع المساعدات في جنوب القطاع وتجريد شماله من مقومات الحياة، وجرى ذلك في الوقت الذي عادت فيه أعداد الشهداء إلى الأرقام القياسية لما كانت الأيام الأولى بعد 7 أكتوبر 2023.
وسجّل المرصد الإعلامي لمنظمة التعاون الإسلامي لجرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين أرقاما قياسية لعدد الشهداء خلال الأسبوع الماضي، حيث بلغ للفترة بين 13-19 مايو 2025، 621 شهيدا و1763 جريحا، فيما بلغ عدد الشهداء منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى 19 مايو 2025، 54941 شهيدا، و129497 جريحا. كما دوّن المرصد استشهاد 5 صحفيين في قطاع غزة.
وكانت إسرائيل، قوة الاحتلال أعلنت عزمها إدخال المساعدات إلى جنوب قطاع غزة ما يؤكد دفع الجموع البشرية في شمال ووسط القطاع إلى الجنوب بغية خلق أجواء ما يعرف بـ “التهجير الطوعي” من خلال تكثيف القصف أو ضرب المستشفيات أو التحكم بعملية توزيع المساعدات.
ووثق مرصد المنظمة، في الفترة من 13 إلى 19 مايو 2025، قيام قوات الاحتلال باستهداف مستشفيات شمال قطاع غزة عبر قصف وحصار المستشفى الإندونيسي، واستهداف مستشفى حمد للأطراف الصناعية في شمال قطاع غزة، وقصف وإخلاء المستشفى الأوروبي في خانيونس، بالإضافة إلى قصف مستشفى ناصر، وإخلاء مجمع الشفاء الطبي.
وفرضت قوات الاحتلال خريطة إخلاءات جديدة مجاورة في حي الرمال والجامعة الإسلامية حيث يقيم آلاف النازحين، بالإضافة إلى مناطق في جنوب وغرب غزة ضمن حملتها التي تستهدف إنهاك الفلسطينيين ودفعهم نحو ترك القطاع، بعد أن عمدت بالفعل إلى تهجير 300 ألف فلسطيني للمرة الثانية من شمال قطاع غزة إثر تدميرها أكثر من 1000 وحدة سكنية، ضمن خطة لإزالة ما تبقى من مبان في بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا.
وفي الضفة الغربية والقدس المحتلة، قتلت قوات الاحتلال طفلين في القدس ونابلس، وجرحت 4 آخرين، واعتقلت 9 أطفال فيما اعتدى المستوطنون على طفلة في البلدة القديمة في الخليل مما أدى إلى إصابتها بجروح، كما طال العدوان الإسرائيلي سبع مدارس حيث داهمت قوات الاحتلال مدرسة بروقين الأساسية للبنات في سلفيت، واحتجزت على حاجز الحمرا، نحو 100 معلم ومعلمة، ومنعتهم من الوصول إلى مدارسهم في الأغوار الشمالية في طوباس، بالإضافة إلى مداهمة مدرسة المنجد الخاصة في بلدة بروقين في سلفيت، ومدرستي بنات كفر الديك الأساسية والثانوية في بلدة كفر الديك، ومدرسة الشهيد مازن أبو الوفا، وروضة السلام وحولتها إلى نقطة عسكرية، وذلك أثناء اقتحامها البلدة نفسها. وداهمت قوات الاحتلال جامعة القدس المفتوحة في طوباس، وصادرت تسجيلات كاميرات المراقبة الخاصة، بينما تواجد مستوطنون قرب مدرسة بنات بلدة نحالين في بيت لحم من أجل مضايقة الطلبة والعاملين في المدرسة.
وعلى صعيد الاعتداء على المساجد، أجبرت قوات الاحتلال المصلين في المسجد الأقصى المبارك، على مغادرة المسجد، بعد أن أغلقت جميع البوابات المؤدية إليه. وأحرق وزير مالية الاحتلال المتطرف “سموتريتش” مجسم لعلم فلسطين رفقة مستوطنين في الساحة الخارجية للحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، في الوقت الذي أغلقت فيه قوات الاحتلال الحرم أمام المصلين ومنعتهم من أداء صلاة الفجر، فضلا عن مداهمة وتفتيش مسجد النافوخ في سلفيت، والمسجد الكبير في بلدة الخضير ببيت لحم، واحتجزت مصلين.
وشهدت مدن وبلدات الضفة الغربية 383 اقتحاما من قبل قوات الاحتلال اعتقلت خلالها، 175 فلسطينيا، وهدمت 9 منازل، وفجرت مقهى في طوباس، بالإضافة إلى تدمير 6 حظائر في القدس وبيت لحم، وجرفت أراضي المزارعين في بلدة بروقين، كما جرفت واقتلعت أشجار زيتون في طريق فرعي قرب منطقة العبارة في سلفيت، وأصدرت أمراً عسكرياً، بتجريف واقتلاع أشجار على مساحة 232.503 دونماً في منطقتي الفخاخير والبلاطة من أراضي بلدة بروقين في سلفيت، وجرفت أراض زراعية، واقتلعت عشرات أشجار الزيتون، في قرية مادما بنابلس.
وقامت قوات الاحتلال والمستوطنون بـ 8 أنشطة استيطانية، صادرت خلالها قوات الاحتلال 13.117 دونماً ضمن أراضي بلدة بروقين في سلفيت، وحفر مستوطنون وجرفوا منطقة أثرية في بلدة سبسطية تمهيدا لمصادرتها وإقامة متنزه في المنطقة، ونصب آخرون عددا من الخيام قرب مفرق مستوطنة “فيرد يريحو”، جنوب مدينة أريحا، واستولوا على منطقة بين قريتي دير نظام ودير أبو مشعل برام الله، فيما جرفت قوات الاحتلال أراض زراعية، شمال بلدة قصرى بنابلس بهدف شق طريق وبناء سياج في محيطها، لضمها إلى مستوطنة “مجدولين”. ونصب مستوطنون بيوتا متنقلة لإقامة بؤرة استيطانية جديدة بين بلدتي تفوح ودورا بالخليل. ووضعوا سياجا شائكا في محيط إحدى الأراضي في منطقة الفاو في طوباس، واستولى آخرون على حظيرة أغنام من عرب المليحات في رام الله، وأقاموا خيمة في المكان ووضعوا سياجا في محيطها، في محاولة لإقامة بؤرة استيطانية.
وبلغ عدد جرائم الاحتلال في بحر أسبوع واحد، 3775 جريمة شملت كامل الأرض الفلسطينية، وبلغ منها عدد اعتداءات المستوطنين، 74 في سبعة أيام، حطم خلالها المستوطنون مقتنيات منزل لفلسطيني قرب طوباس، وأحرقوا عزبة زراعية في قرية المغير برام الله، بينما قام آخرون برعي أغنامهم في الأراضي الزراعية بين منطقتي خربة اقويويس وشعب البطم ومسافر بلدة يطا بالخليل، وشلال بلدة العوجا بأريحا، وقطع آخرون أغصان أشجار الزيتون في بلدة يطا بالخليل، وأحرق المستوطنون أراضي زراعية قرب قريتي دوما وبرقة في نابلس، وسرقوا صهريج مياه مجرور من قرية الساكوت بطوباس، وعددا من رؤوس الأغنام في قرية مجدل بني فاضل في نابلس، فيما أعطب آخرون إطارات صهريجي مياه وقطعوا خطوط مياه بطول 300 متر في تجمع منطقة الميتة، وأعطبت مجموعة أخرى خطوط المياه في الأغوار الشمالية بطوباس.