السياسي – جرائم الاغتيالات التي ترتكبها إسرائيل ضد قيادات من حركة حماس وحزب الله على مدار السنوات تطرح تساؤلات حول إمكانيات إسرائيل لتنفيذ تلك العمليات: هل تعتمد على تكنولوجيا الاغتيالات بما تملكه من أجهزة متطورة؟ أم تعتمد على صواريخها الدقيقة؟ أم أن دول أعدائها مخترقة بشبكات من العملاء؟
-شبكة واسعة من العملاء
ورداً على تلك التساؤلات، يقول الباحث السياسي جهاد حرب إن كل تلك العناصر متوافرة، بمعنى أن إسرائيل لديها شبكة واسعة من العملاء، وكذلك ما تملكه من قدرات عسكرية وتقنية، تتيح لها القيام بمثل تلك العمليات سواء في بيروت أو إيران أو مناطق مختلفة، وهذا ليس جديدًا على مدار السنوات الماضية.
وأضاف: «هناك أيضاً عناصر أخرى مساعدة على تنفيذ عمليات الاغتيال، مثل ضعف القدرات الأمنية والعسكرية لبعض الدول الأخرى، أو اختراق أجهزتها الأمنية. وفي كل الأحوال، فإن إسرائيل اعتادت القيام بعمليات الاغتيال، وهي إعدام خارج نطاق القانون، سواء لسياسيين أو أمنيين فلسطينيين أو غيرهم».
-قدرات عسكرية وتقنيات إلكترونية
وتابع الباحث السياسي موضحًا: «على مدار الـ 50 عامًا الماضية، قامت إسرائيل بعمليات اغتيال لعدد كبير من القيادات السياسية والأمنية والعسكرية الفلسطينية، وكذلك الأدباء والكتاب الفلسطينيين».
وأكد: «نبدأ مثلاً بالعام 1974 واغتيال ثلاثة من القادة البارزين في حركة فتح ببيروت، هم كمال ناصر وكمال عدوان ومحمد يوسف النجار، وعُرفت العملية باسم «ربيع فردان». ثم في تونس حيث تم اغتيال خليل الوزير «أبو جهاد»، واغتيال قيادات عسكرية وسياسية لمختلف الفصائل الفلسطينية، وصولاً إلى قطاع غزة ومجازر الإبادة الجماعية، واغتيال إسماعيل هنية في طهران».
ويشير إلى ما تمتلكه إسرائيل من قدرات عسكرية، وتقنيات عالية الجودة، تمكنها من الوصول إلى أماكن مختلفة ومتعددة، وكذلك ما تمتلكه من التقنيات الإلكترونية التي تستخدم في المتابعة والرقابة على الأشخاص الذين ترغب في الوصول إليهم.
-ضرب إسرائيل
يذكر أن صحيفة «نيويورك تايمز» كشفت أن المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، أصدر أمرًا لإيران بضرب إسرائيل بشكل مباشر، ردًا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية في طهران، وفقًا لمسؤولين إيرانيين مطلعين على الأمر.
وقال المسؤولون الإيرانيون، ومن بينهم عضوان في الحرس الثوري، إن خامنئي أصدر الأمر في اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، صباح الأربعاء، بعد وقت قصير من الإعلان عن اغتيال هنية.
وأكد المسؤولون للصحيفة الأميركية أن خامنئي، الذي له الكلمة الأخيرة في جميع شؤون الدولة وهو أيضًا القائد الأعلى للقوات المسلحة، أصدر تعليماته للقادة العسكريين من الحرس الثوري والجيش لإعداد خطط للهجوم والدفاع في حالة توسع الحرب وتوجيه إسرائيل أو الولايات المتحدة ضربة لإيران.