إسرائيل والإدارة الأمريكية شركاء في الإبادة الجماعية للفلسطينيين

عمران الخطيب

لا أحد يستطيع الفصل بين موقف الإدارة الأمريكية و”إسرائيل” كدولة احتلال تمارس أبشع أنواع الإرهاب والتطهير العرقي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، الذي يتعرض لإبادة جماعية منذ 21 شهرًا، وفي الوقت ذاته تمارس عملية تطهير عرقي ممنهجة بحق الفلسطينيين في محافظات الضفة الغربية ومخيماتها، من خلال تدمير المخيمات وتشريد اللاجئين ومصادرة الأراضي، تمهيدًا لإقامة المستوطنات وضم الضفة الغربية تحت مسمى “يهودا والسامرة”.

كل هذه الإجراءات الإسرائيلية تتم بدعم مباشر ومساعدة من قبل الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب. هذه الإدارة تُعد الأسوأ في تاريخ العلاقات مع الشعب الفلسطيني، حيث تنكرت بشكل كامل لحقوقه. وما يحدث من دمار في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس تتحمّل فيه الإدارة الأمريكية المسؤولية، كونها شريكًا في العدوان، لا سيما بعد استخدامها حق النقض (الفيتو) سبع مرات في مجلس الأمن الدولي، مما ساهم في استمرار الإبادة الجماعية بغزة والتطهير العرقي بالضفة.

يقوم جيش الاحتلال والمستوطنون الإسرائيليون يوميًا بالاعتداء على ممتلكات الفلسطينيين في المدن والقرى والمخيمات، فيما يواصل وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، اقتحام المسجد الأقصى المبارك بشكل يومي، في إطار مخطط لتدمير الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية. هذا السلوك الإرهابي تتحمله الإدارة الأمريكية التي توفر الحماية والدعم الكاملين لـ”إسرائيل”.

لا شك أن الأهداف الاستراتيجية لـ”إسرائيل” كدولة احتلال تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية والقدس. ومن خلال الدعم الأمريكي المتواصل واستخدام الفيتو، ترفض الولايات المتحدة وقف إطلاق النار في غزة أو الضغط لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري، رغم قرارات الشرعية الدولية ومطالب حل الدولتين.

لذلك، فإن الشعب الفلسطيني لا يمكنه الفصل بين الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب وشريكه نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يُستقبل في البيت الأبيض والكونغرس الأمريكي، ويحظى بالدعم المطلق. هذا الدعم سيكون مكلفًا على الجانبين، خصوصًا في ظل اتساع دائرة الاعتداءات الإسرائيلية، التي لم تعد تقتصر على الشعب الفلسطيني فقط، بل شملت دولًا عربية وإسلامية، حيث نشهد يوميًا العدوان الإسرائيلي على لبنان خلال وجود المبعوث الأمريكي في بيروت، إضافة إلى استمرار الاعتداءات على سوريا منذ سنوات، في ظل دعم أمريكي وصمت دولي.

ورغم ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس من إبادة جماعية، فإنه لن يستسلم لإرادة “إسرائيل”. فالمقاومة مستمرة، وأبناء شعبنا يخرجون من تحت الأنقاض لمواجهة الاحتلال، الذي فشل في حسم الصراع وفرض الاستسلام. وتُعد المقاومة الشعبية في الضفة ومخيماتها من أبرز أشكال الصمود، وفي ظل هذا الواقع، فإن خيار المقاومة بجميع الوسائل يظل الخيار الوحيد أمام شعبنا، في معركته الوجودية مع الاحتلال الاستيطاني العنصري.

وفي ظل فقدان الأمل بتحقيق إنهاء الاحتلال، فإن الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا ولبنان واليمن، والعدوان على إيران، تشكل ردة فعل حتمية من قوى المقاومة نحو اقتلاع هذا “السرطان الإسرائيلي” في المدى القريب، بل والعاجل.