حذّر مسؤولون ومحللون فلسطينيون من المأساة المتصاعدة التي يعيشها أطفال غزة منذ اندلاع الحرب، نتيجة الدمار الشامل الذي طال القطاعات الصحية والتعليمية والخدمية، مما خلّف إعاقات ترافق آلاف الأطفال مدى الحياة، ووضع الأسر أمام تحديات تفوق قدرتها على الاحتمال.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» قد كشفت عن أن 11 ألف طفل في غزة أصيبوا بإعاقات وجروح غيّرت مسار حياتهم بشكل دائم منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023، موضحةً أن الأطفال ذوي الإعاقة يواجهون تحديات مضاعفة، مع تدمير نحو ثلثي خدمات إعادة التأهيل في القطاع.
وبحسب المنظمة الأممية، فإن كثيراً من هؤلاء الأطفال يعانون من بتر الأطراف، والحروق الشديدة، وإصابات العمود الفقري، والآلام المزمنة، إلى جانب تفشي سوء التغذية الحاد الذي يهدد حياتهم ويضعف احتمالات تعافيهم الصحي والنفسي.
وقال الدكتور محمد أبو الفحم، مسؤول ملف الإعلام في مفوضية المنظمات الشعبية: إن الإحصائيات الدولية الصادرة بشأن وضع أطفال غزة خطيرة للغاية ولا يمكن التعامل معها بوصفها أرقاماً عابرة، لا سيما أن هناك أعداداً إضافية من الأطفال الذين فقدوا أطرافهم أو أصيبوا بإعاقات جسيمة لم تُسجّل بعد في التقارير الرسمية.
وأضاف أبو الفحم، في، أن هؤلاء الأطفال يواجهون حياة قاسية في ظل الحرب، وغالبية الأسر أصبحت غير قادرة على تقديم الرعاية الملائمة لأطفالها المصابين، في ظل انهيار النظام الصحي ونقص الأدوية والخدمات المتخصصة.
وشدّد على ضرورة توفير إغاثة طبية عاجلة للعناية بالأطفال المصابين، وبناء بيئة آمنة تُمكّنهم من الحصول على العلاج، إلى جانب إعادة تشغيل خدمات التأهيل الصحي والنفسي، ومواجهة الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق المدنيين، وفي مقدمتهم الأطفال.
وطالب أبو الفحم المؤسسات الدولية والمجتمعية بحماية هؤلاء الأطفال ومحاسبة إسرائيل على الجرائم التي ارتكبتها بحقهم.
المصدر: الإتحاد الإماراتية





