السياسي – وصفت تحليلات في الإعلام العبري زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإسرائيل ومصر، أمس الاثنين بأنها “عرض هوليوودي لممثل يجيد أداء الأدوار الصعبة على خشبة المسرح”.
وقال الكاتب الإسرائيلي إيلي ليون إن “زيارة دونالد ترامب لإسرائيل ومصر، عكست مدى التحول الجذري في السياسة الأمريكية إزاء منطقة الشرق الأوسط. الرئيس الـ47 كسر الثوابت وغيَّر قواعد اللعبة، وفرض واقعا جديدا، وأعاد الدراما إلى الساحة العالمية”.
وفي مقاله المنشور بصحيفة “معاريف”، أوضح الكاتب أن “زيارة ترامب القصيرة، أظهرت التغيير الذي يصعب على الكثيرين استيعابه. قبل عهد ترامب، كان الرؤساء الأمريكيون يرسلون دبلوماسيين محترفين وذوي خبرة، لكنهم يفشلون في مهمتهم لتهدئة الوضع في الشرق الأوسط”.
وأضاف: “ترامب عيَّن صديقه مطور العقارات عديم الخبرة ستيف ويتكوف، لكن الأخير نجح خلال أقل من 9 أشهر في إنهاء حرب، استمرت عامين، بمساعدة ظهور ضيف الشرف جاريد كوشنر”.
وقال: “في الطريق إلى إنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق، كسر ترامب كل القواعد التقليدية، أو المتعارف عليها سابقا، حين منح إسرائيل ضوءا أخضر للهجوم على إيران، ومهاجمة قطر، وبعدها مباشرة طالب نتنياهو بالاعتذار، ومنح القطريين اتفاقية دفاع متطورة ومنشأة تدريب على الأراضي الأمريكية”.
ووفقا للكاتب، “سمح الرئيس الأمريكي لكوشنر وويتكوف بلقاء القيادي خليل الحية، لإقناعه بالموافقة على الخطة الأمريكية المكونة من 20 بندا. ونجحت الخطة بالفعل”.
ويتميز عهد ترامب، كما يقول الكاتب، بمفارقة لافتة: إسرائيل أكثر عزلة من أي وقت مضى، وأكثر اعتمادا على الرجل الجالس في المكتب البيضاوي، وأصبحت معاداة السامية رائجة على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن توسيع علاقات إسرائيل الإقليمية أضحى أقرب من أي وقت مضى”.
وخلصت “معاريف” على لسان الكاتب إلى أنه “ينبغي على إسرائيل استغلال فرصة هذا التحول الدراماتيكي في سياسات ترامب، وانتهاز إمكانياته في إقناع الآخر برؤيته وخطه السياسي، لا سيما أنه ليس أمام إسرائيل خيار آخر”.
وفي صحيفة “معاريف” أيضا، قالت الكاتبة آنا بريسكي: “خلال خطابه الذي لن يسقط من الذاكرة في الكنيست، قام ترامب بمهام وزارات الدفاع والخارجية والإعلام الإسرائيلية كافة”.
وأضافت: “لا يُعرف بالضبط ما قصده الرئيس عندما قال للصحافيين المرافقين له: إلى جانب ما وُقّع على الورق، تتضمن اتفاقية إنهاء الحرب العديد من الأمور التي تم الاتفاق عليها شفهيا، وتم تقديم التزام شفهي بها”.
وأشارت إلى أن “ما التزم به نتنياهو تحديدا، لم يُكتب في الوثيقة. ربما سنكتشف ذلك لاحقا، وربما نكتشفه على أرض الواقع”.
واعتبرت بريسكي في مقالها أن خطاب ترامب في الكنيست كان “عرضا انتخابيا كلاسيكيا، أحيط بالأضواء والقصص واللفتات الشخصية”.
ومع ذلك قالت: “لا ينبغي أن نكتفي بهذا فقط. ليس من الصواب اعتبار خطاب ترامب في الجلسة العامة مجرد عرض سياسي كوميدي، أو مجرد لقطة افتتاحية صاخبة في حملة نتنياهو الانتخابية – مع أن هذا كان الحال بالتأكيد – ولا بد أن القائمين على حملة نتنياهو الانتخابية اقتطعوا بالفعل مقاطع المجاملة، استعدادا لعرضها في أي مؤتمر مستقبلي”.
وذكرت الكاتبة أنه “بعد هذا اليوم الاستثنائي، ستواجه إسرائيل أياما أقل بريقا. مفاوضاتٍ صعبة وشاقة حول مستقبل حماس، ومستقبل غزة، ومستقبل السيطرة عليها. لا تزال الاتفاقات بعيدة المنال، إلا إذا كانت الصفقة الشفهية – ضمنيا – تدور حول اتفاقات شفهية هادئة مقابل شيء لم يُعلن عنه، وهو ما يلمح إليه نتنياهو وترامب منذ فترة”.
وتناولت صحيفة “يديعوت أحرونوت” من جانبها إشكالية رفض نتنياهو حضور مؤتمر قمة السلام في شرم الشيخ أمس الاثنين.
وأشارت إلى أن عزوف نتنياهو عن المشاركة في القمة لم يكن بسبب ظروف العيد، وفقا لادعاءاته، وإنما بسبب حضور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إذ تحسَّب نتنياهو من أن تنال مصافحة عباس، وكذلك الرئيس التركي أردوغان من رصيده أمام صناديق الاقتراع خلال الانتخابات المقبلة.
وبحسب الصحيفة العبرية فإنه “بعد وصول ترامب إلى الكنيست بقليل، وفي إطار زيارته القصيرة لإسرائيل، تحدث نتنياهو مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بحضور ترامب، وتلقى عرضا من القاهرة للمشاركة في القمة، لكنه تراجع لحسابات سياسية، أهم كثيرا من دخول وقت العيد”.