إغلاق مبنى البعثة الليبية في نيويورك بسبب تراكم الديون

السياسي – أفاد مندوب ليبيا الدائم لدى الأمم المتحدة، طاهر السني، بقفل مبنى البعثة الليبية في نيويورك، بطوابقه الأربعة والعشرين، بسبب تراكم الديون التي تجاوزت مليوني دولار، ما يعد سابقة في تاريخ الدبلوماسية الليبية.

وتزامن ذلك مع صدور بيانات الإنفاق الصادرة عن مصرف ليبيا المركزي، التي بلغت أكثر من 23 مليار دينار خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري.

بيانات المصرف المركزي أفادت بأن حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، أنفقت خلال الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام، أكثر 219 مليون دينار لوزارة الخارجية، التي ذهبت إلى سفارات وقنصليات وبعثات ليبيا في الخارج، باستثناء بعثة ليبيا لدى الأمم المتحدة.

تجاهل متكرر

هذا التجاهل المتكرر في الوفاء بسداد ديون البعثة حدا بمندوب ليبيا الدائم بالأمم المتحدة الطاهر السني، إلى مخاطبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، ناقلًا له في خطاب تداولته المواقع الليبية خبر إغلاق مبنى البعثة، وإيقاف العمل به اعتبارًا من الأول من مايو/ أيار الجاري بسبب تراكم الديون.

وأبلغ السني رئيس حكومة الوحدة الوطنية بأن تراكم الديون أدى إلى عدم قدرة البعثة على سداد مرتبات العمالة المحلية، المتأخرة لفترات تصل في بعض الأحيان إلى 6 أشهر.

وأشار السني، إلى أنه أعطى تعليمات للموظفين الدبلوماسيين بالاستمرار في أداء مهامهم المنوطة بهم قدر الإمكان بالطرق المتاحة في ظل الظروف الراهنة.

وطلب السني من رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة التدخل بشكل شخصي لإيجاد حل عاجل لهذه المشكلة، حتى تتمكن البعثة من سداد الديون المتراكمة التي فاقت أكثر 2 مليون دولار.

كما طلب رفع قيمة الباب الثاني بما يتناسب مع المصروفات الفعلية لتشغيل البعثة حتى تستطيع العودة للعمل من المقر في أقرب وقت ممكن، وتفادي تفاقم الأزمة والتعرض إلى قضايا وشكاوى ضد الدولة الليبية، والتي بدأت بالفعل من قبل شركة التأمين الطبي وشركة الخدمات.

“بيت ليبيا”

ويقع مقر البعثة الليبية “بيت ليبيا” في الشارع 48 بين الجادتين الأولى والثانية في مانهاتن بنيويورك، وهو مبنى يتكون من 24 طابقاً، وهو مملوك بالكامل للدولة الليبية، وسبق أن طرحت حكومة الوفاق السابقة تأجير 14 طابقاً منه مقابل 5 ملايين دولار. وفق موقع “الشاهد”.

وتعليقاً على خطاب السني قال المترشح الرئاسي، سليمان البيوضي، “لا شك في أي دولة تحترم نفسها وتملك إرادتها يمثل هذا الكتاب فضيحة دبلوماسية وكارثة كبرى، حيث تحت أَرْجُلِ أمتها أضخم الاحتياطيات من النفط والغاز”.

وأضاف وفق المصدر ذاته، أن “بلدًا مسلوب الإرادة ومشرعة أبوابه لكل أنواع التدخل، ويستقبل فيها من ينهب ثرواتها في وضح النهار بكل ترحاب، ويصنع قرارها الوطني خلف الأبواب المغلقة بإرادة السفراء الأجانب، فإن إقفال كل السفارات بالخارج دفعة واحدة لن يؤثر فيها بشيء”.

وتابع “ليبيا الحاضر نسيت تاريخها، ولا تملك رؤية للمستقبل، ولا تملك أي دبلوماسية تقدمها بعد أن أفل نجمها، وجف ضِرْعُهَا بسبب النهب والفساد”.

وخلص الموقع، إلى أن السؤال المطروح الآن، لماذا امتنعت حكومة الوحدة الوطنية عن إحالة المخصصات المالية للبعثة الليبية في نيويورك، رغم إنفاقها الملايين على أكثر من 140 سفارة وقنصلية في الخارج؟.

شاهد أيضاً