إكسير العافية أم خدعة رقمية؟ الحقيقة الكاملة وراء تريند خل التفاح

السياسي -متابعات

في عالم تتدفق فيه المعلومات عبر “الإشعارات”، باتت النصائح الصحية تُقدم كوجبات سريعة، من شرب الحليب الخام إلى الحظر التام للكربوهيدرات. وغالباً ما تصدر هذه “الفتاوى الطبية” عن مؤثرين يفتقرون للمؤهلات العلمية، مما يجعل المستهلك ضحية لمعلومات قد تضر أكثر مما تنفع.

ويؤكد خبراء التغذية أن فهمنا لجسم الإنسان يتطور باستمرار، فموضوعات مثل “ميكروبيوم الأمعاء”، التي كانت ثانوية بالأمس، باتت اليوم حجر الزاوية في الصحة العامة، مما يستوجب الحذر والاعتماد دائماً على المصادر الطبية الموثوقة.

خل التفاح.. من “نتفليكس” إلى طاولة الطعام
عادت موجة “هوس الخل” لتتصدر المشهد بعد مسلسل شهير على منصة نتفليكس، تناول قصة امرأة أسست إمبراطورية للعافية بادعاءات مثيرة حول شفائها من السرطان عبر نظام غذائي فقط.

هنا، يتدخل طبيب الجهاز الهضمي، إدوين ك. ماكدونالد الرابع، ليحسم الجدل قائلاً: “خل التفاح ليس علاجاً سحرياً، لكنه أيضاً ليس هراءً.. الحقيقة تكمن في المنتصف”.

 

العلم يتحدث: 3 فوائد حقيقية مدعومة بالدراسات
بعيداً عن المبالغات، هناك مساحة من الحقائق العلمية التي تمنح هذا المشروب وزناً طبياً، وفقاً لما ورد في “ميرور”.

ضبط سكر الدم: أثبتت تجربة أجرتها “بي بي سي” أن تناول خل التفاح قد يخفض إجمالي السكر الداخل للدم بعد الوجبات بنسبة تصل إلى 36%.
محاربة الكوليسترول: تشير الدراسات إلى أن الاستهلاك اليومي المعتدل يساعد في تحسين مستويات كوليسترول الدم، خاصة لدى المصابين بالسكري من النوع الثاني.
سلاح في معركة الوزن: كشفت دراسة عام 2018 أن دمج خل التفاح مع نظام غذائي منخفض السعرات يساهم في سد الشهية وتقليل كتلة الجسم، مع رفع مستوى الكوليسترول الجيد (HDL).

الخط الأحمر: سرطان وضغط دم؟
يحذر الدكتور ماكدونالد بشدة من الانسياق وراء الادعاءات التي تزعم قدرة الخل على شفاء السرطان أو علاج ضغط الدم المرتفع، مؤكداً: “لا توجد بيانات تدعم هذه الخرافات. الأساس دائماً هو الرياضة، الغذاء المتوازن، والدواء عند الحاجة”.

وكنصيحة عامة قبل أن تجعل “خل التفاح” ضيفاً يومياً في نظامك الغذائي اليومي، استشر طبيبك. فالعلم لا يعترف بـ “الخلطات السحرية”، بل بالتوازن المدروس.