السياسي – أ ف ب
أعلنت شبكة “إيه بي سي” التلفزيونية الأمريكية، أنّها أوقفت “إلى أجل غير مسمّى” بثّ برنامج جيمي كيميل، في قرار سارع الرئيس دونالد ترامب إلى الترحيب به، بعدما أثار الفكاهي الشهير غضباً عارماً في صفوف المحافظين، بسبب اتّهامه إياهم بممارسة عملية استغلال سياسي لجريمة اغتيال المؤثر المحافظ تشارلي كيرك.
وقال متحدث باسم الشبكة التلفزيونية: إنّ “برنامج جيمي كيميل لايف سيتمّ إيقافه إلى أجل غير مسمى”. ويعني هذا المصطلح في القاموس التلفزيوني الأمريكي، أنّ البرنامج سيتمّ استبداله أو إزالته من جدول العرض.
ويعتبر كيميل أحد أشهر وجوه التلفزيون الأمريكي، إذ إنّه إلى جانب برنامجه الذي يقدّم نظرة فكاهية على الأحداث الجارية 5 ليالٍ في الأسبوع، تولّى تقديم حفل توزيع جوائز الأوسكار 4 مرات.
I want to thank Nexstar for doing the right thing.
Local broadcasters have an obligation to serve the public interest. While this may be an unprecedented decision, it is important for broadcasters to push back on Disney programming that they determine falls short of community… https://t.co/Px5boYbqNR
— Brendan Carr (@BrendanCarrFCC) September 17, 2025
ترامب يرحّب
وسارع ترامب إلى الترحيب بقرار “إيه بي سي”، معتبراً التخلّص من الكوميدي الشهير الذي ينتقده بشدّة “بشرى عظيمة لأمريكا”.
وكتب على منصته “تروث سوشال” للتواصل الاجتماعي: “بشرى عظيمة لأمريكا: برنامج جيمي كيميل الذي يعاني من تراجع في نسب المشاهدة تمّ إلغاؤه”.
وأضاف “أهنّئ شبكة إيه بي سي على امتلاكها أخيراً الشجاعة للقيام بما كان ينبغي القيام به. كيميل لديه صفر موهبة، ونسب مشاهدته أسوأ حتى من كولبير، إن كان هذا الأمر ممكناً أصلاً”.
وكانت شبكة “سي بي إس” أبلغت ستيفن كولبير، مقدّم برنامج “ذا ليت شو”، أنّها ستلغي برنامجه الشهير اعتباراً من 2026.
“زمرة ماغا”
وقال المذيع الشهير: “لقد شهدنا في نهاية الأسبوع المنصرم مستويات جديدة من التدنّي، مع بذل زمرة ماغا محاولات يائسة لوصف هذا الشاب الذي قتل تشارلي كيرك، بأيّ شيء سوى بأنّه واحد منهم، وبذلهم كلّ ما في وسعهم لتسجيل نقاط سياسية من الواقعة”.
وماغا هو الاسم المختصر لـ”فلنجعل أمريكا عظيمة مجدّداً”، الحركة التي أطلقها ترامب في ولايته الأولى.
وأعلن البيت الأبيض هذا الأسبوع، أنه سيلاحق في أعقاب مقتل كيرك “حركة إرهاب محلّي” يسارية مفترضة، في خطوة تثير مخاوف كثيرين من أن تستخدم مثل هكذا حملة لإسكات المعارضة السياسية.
ومن جهة أخرى، أعلن ترامب تصنيف حركة “أنتيفا” (مصطلح عام يُطلق على جماعات يسارية متطرفة ترفع لواء مناهضة الفاشية)، “منظمة إرهابية كبرى”.
وبعد أسبوع على اغتيال حليفه الوثيق تشارلي كيرك، كتب ترامب في منشور على “تروث سوشال”: “يسرّني أن أبلغ العديد من الأمريكيين الوطنيين أنّني بصدد تصنيف (أنتيفا)، الكارثة اليسارية الراديكالية المريضة والخطرة، منظمة إرهابية كبرى”.
وتشهد الولايات المتحدة انقساماً حاداً حول هوية مطلق النار على كيرك ودوافعه، إذ إنّ روبنسون الذي نشأ في كنف والدين جمهوريين يعتبره قسم كبير من اليمين مناصراً “لليسار المتطرف”، لأنه ندد أمام مقربين منه بـ”الكراهية” التي كان ينشرها كيرك.
وفي منشوره أمس الأربعاء، طالب ترامب شبكة “إن بي سي” بمنع اثنين من الكوميديين المشهورين الآخرين، هما جيمي فالون وسيث مايرز، من الظهور على شاشتها.
سلوك مشين
وأتى قرار إيقاف برنامج كيميل بعد أن ندّد برندان كار، رئيس هيئة الاتصالات الفدرالية الأمريكية، بـ”السلوك المشين” للمذيع التهكمي.
وكار الذي يعتبر حليفاً مقرباً من ترامب، هدّد في منشور على إكس بسحب تراخيص القنوات التي تبث برنامج كيميل.
وما هي إلا ساعات على هذا التهديد حتى سارعت مجموعة “نكستار” التي تمتلك العديد من القنوات التابعة لشبكة “إيه بي سي” في الولايات المتحدة، إلى القول إنّ محطاتها ستوقف بث برنامج “جيمي كيميل لايف”.
وتعليقاً على القرار، شكر كار علانية مجموعة “نكستار” على موقفها. وقال في مقابلة على شبكة “فوكس نيوز”: إنّه “إذا حصلتم على ترخيص من هيئة الاتصالات الفدرالية، فإننا نتوقع منكم أن تخدموا المصلحة العامة على نطاق واسع”.
وأعرب اليسار الأمريكي عن غضبه مساء الأربعاء. وانتقد حاكم كاليفورنيا، غافين نيوسوم، قرار إلغاء برنامج كيميل، قائلاً: إنّ “شراء منصات إعلامية والسيطرة عليها، وطرد معلقين، وإلغاء برامج كلّ هذا منسّق وخطير”، معتبراً أنّ الحزب الجمهوري “لا يؤمن بحرية التعبير”.