السياسي –
أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قضية الطيارة إميليا إيرهارت إلى الواجهة، بعد أن أعلن نيته كشف تفاصيل اختفاء طائرتها قبل 90 عاماً في المحيط الهادئ.
من هي؟
إميليا ماري إيرهارت، أيقونة الطيران الأمريكي، ولدت في 1897 في كانساس، ونشأت في بيئة غير تقليدية شجعتها على المغامرة والاستقلالية منذ الصغر.
عُرفت بجرأتها وطموحها، فكانت أول امرأة تعبر المحيط الأطلسي بمفردها عام 1932، لتحصد أرفع الأوسمة، بينها “صليب الطيران الفخري” من الكونغرس، لكنها ستظل في الذاكرة أكثر بسبب لغز اختفائها الغامض عام 1937.
بدأ شغفها بالطيران في سن مبكرة، بعد أن ركبت الطائرة لأول مرة مع والدها عام 1920.
خلال سنوات قليلة، تعلمت الطيران واشترت طائرتها الخاصة، لتصبح واحدة من أوائل النساء اللواتي حصلن على رخصة طيران دولية.
وبفضل شجاعتها وإصرارها، حققت أرقامًا قياسية في الارتفاع والمسافات، وأسست مع رائدات أخريات منظمة “التاسعة والتسعون” لدعم النساء في عالم الطيران، مؤكدة أن السماء ليست حكراً على الرجال.
إيرهارت لم تكن مجرد طيارة، بل كاتبة ومؤلفة ناجحة، باعت كتبها على نطاق واسع، وروّجت للطيران المدني كوسيلة مستقبلية للنقل، بل وعملت مستشارة بجامعة بيردو لتشجيع النساء على خوض مجالات العمل والمغامرة.
لكن ذروة مسيرتها، وربما مأساة حياتها، كانت في محاولة الطيران حول العالم عام 1937، وتحديداً في الثاني من يوليو (تموز) من العام نفسه، حين أقلعت من لاي في غينيا الجديدة متجهة إلى جزيرة هاولاند الصغيرة وسط المحيط الهادئ، للتزود بالوقود قبل متابعة الرحلة نحو هاواي ثم العودة إلى الولايات المتحدة.
الاتصال اللاسلكي مع سفينة خفر السواحل “إيتاسكا” كان مضطربا، وإيرهارت أبلغت أن الوقود ينفد، وأنها لم تتمكن من رؤية الجزيرة، لتقول في رسالتها الأخيرة: ““نحن على خط الطول 157 وخط العرض 337، الوقود قليل ولا نراكم”.
بعد ذلك ساد الصمت، ولم يسمع العالم صوتها مجدداً.
اختفاء الطائرة فجّر أكبر عملية بحث عرفها العالم في ذلك الوقت، حيث سخّرت الولايات المتحدة أكثر من 66 طائرة و9 سفن حربية للتمشيط، بكلفة تجاوزت 4 ملايين دولار، أي ما يعادل عشرات الملايين اليوم.
وغطت عمليات البحث ربع مليون ميل مربع من المحيط، لكن دون العثور على أي أثر. وبعد أكثر من عام ونصف من الانتظار والجدل، أعلنت السلطات الأمريكية رسمياً وفاة أميليا إيرهارت في الخامس من يناير (كانون الأول) 1939.
إلا أن إعلان الوفاة لم ينه القصة، وعلى العكس، فتح الباب أمام جدل واسع استمر لعقود، بين من يرى أنها سقطت ببساطة في البحر، ومن يعتقد أنها هبطت اضطرارياً في جزيرة نيكومارورو النائية حيث عُثر لاحقًا على بقايا عظام وأدوات قد تكون مرتبطة بها، وبين فرضيات أكثر إثارة مثل وقوعها في أسر اليابانيين في جزر مارشال، أو حتى قيامها بمهمة تجسس سرية عشية الحرب العالمية الثانية.
لكن ورغم الجهود العلمية حتى اليوم، لم يظهر أي دليل قاطع يحسم مصيرها.