ادعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انه طوى قضية تهجير الفلسطينيين الى خارج بلادهم وكانت اخر التصريحات قد اطلقها متحدثا إلى جانب مايكل مارتن رئيس الوزراء الإيرلندي في البيت الأبيض الأربعاء الماضي وقال “لا أحد سيطرد أي فلسطيني” من غزة.
في المقابل ذكرت وكالة أسوشييتد برس للأنباء، الجمعة، نقلا عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن الولايات المتحدة وإسرائيل تواصلتا مع مسؤولين في 3 دول بشرق إفريقيا لمناقشة استخدام أراضيها لإعادة توطين الفلسطينيين من قطاع غزة.
وكشف تقرير لوكالة أسوشيتد برس أن الولايات المتحدة وإسرائيل تواصلتا مع مسؤولين في السودان والصومال وإقليم أرض الصومال غير المعترف به دوليًا لمناقشة استخدام أراضيها كوجهات محتملة لإعادة توطين الفلسطينيين الذين شُرّدوا من قطاع غزة، بموجب الخطة المقترحة لما بعد الحرب التي وضعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفقًا لمسؤولين أميركيين وإسرائيليين.
وأضافت الوكالة أن مسؤولين في السودان أكدوا رفضهم لهذه المقترحات، بينما قال مسؤولون من الصومال وأرض الصومال إنهم على غير علم بأي اتصالات بشأن ذلك.
ووافق الزعماء العرب في وقت سابق من هذا الشهر على خطة مصرية لإعادة إعمار غزة بقيمة 53 مليار دولار قد تؤدي إلى تفادي تهجير الفلسطينيين من القطاع على خلاف رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتحويل قطاع غزة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.
رد السودان على الخطة الاميركية
وأكد مسؤولان سودانيان لـ”أسوشييتد برس” أن إدارة ترامب تواصلت بالفعل مع الحكومة التي يقودها الجيش بشأن استقبال الفلسطينيين بعد تهجيرهم. وقال أحد المسؤولين إن الاتصالات بدأت حتى قبل تنصيب ترامب بعروض للمساعدة العسكرية ضد قوات “الدعم السريع”، والمساعدة في إعادة الإعمار بعد الحرب، وحوافز أخرى. وأكد المسؤولان أن الحكومة السودانية رفضت الفكرة، وقال أحدهما: “رُفض هذا الاقتراح فوراً. لم يُطرح هذا الموضوع مجدداً”.
وبشأن “صوماليلاند”، أكد مسؤول أميركي مشارك في الجهود المبذولة أن الولايات المتحدة “تجري حواراً هادئاً مع أرض الصومال حول مجموعة من المجالات التي يمكن أن تكون مفيدة للولايات المتحدة فيها مقابل الاعتراف”. أما بخصوص الصومال، فنفى مسؤول صومالي تلقي البلاد أي اتصال بشأن استقبال الفلسطينيين من غزة أو إجراء أي مناقشات حول هذا الأمر.
خطة “عربية إسلامية”
وتبنت الدول الأعضاء في الجامعة العربية في الرابع من آذار/مارس خطة اقترحتها مصر لإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير سكانه بتكلفة تصل إلى 53 مليار دولار.
وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي (يسار) ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان (يمين) خلال اجتماع مع وزراء من مصر وقطر والإمارات العربية المتحدثة لمناقشة خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقطاع غزة، في الأول من شباط/فبراير 2025 في القاهرة. © أ ف ب/ أرشيف
وأتت هذه الخطة ردا على تصريحات لدونالد ترامب التي أثارت صدمة وغضبا عندما اقترح تهجير الفلسطينيين من غزة وتوطين معظمهم في الأردن ومصر وتحويل القطاع إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”، وهو الاقتراح الذي رفضته القاهرة وعَمَّان على الفور واعتبرته معظم دول المنطقة مزعزعا للاستقرار بشدة.
ولمواجهة اقتراح ترامب، صاغت مصر خطة عربية بشأن إعادة إعمار غزة بدون تهجير الفلسطينيين، مع تشكيل لجنة مستقلة لإدارة القطاع لفترة انتقالية تحت مظلة الحكومة الفلسطينية.
هذا، واعتمد القادة العرب الخطة في قمة القاهرة في 4 آذار/مارس قبل أن تعتمدها منظمة التعاون الإسلامي في اجتماع طارئ في 7 آذار/مارس الجاري لتصبح خطة “عربية إسلامية” بشأن غزة. وحظيت بتأييد بعض البلدان الأوروبية على غرار بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا.