استاذ فلسفة*
الهمجية التوراتية وطغيان التقنية الاسرائيلية، مرتبطان في الدور الوظيفي لأسرائيل وموقعها الجغرافي والديموغرافي
من هنا برزت التقنية الصهيونية التوراتية التي اعلت من دور اليهودي ورفعته إلى المقدس المطلق الفرد المختار وتهمل معنى الوجود الكلي الفلسطيني ومعانته وقتله هذا النوع من الافكار الصهيونيه شيئت الاسرائيلي وهمشت حياته الذاتية ، وحولته إلى مقلاع جدعون يقذف حجارتها ومنفصل عن الحياة بشكل كامل ، منفصل عن معادلات الوجود ومطالبها ، مبتعد عن الموضوعية وعاجز كلي عن فهم الحياة المحسوسة المعاشة من داخل النفق ، لذا أدعوهم إلى العودة للبيئة الأصلية والعيش المشترك والشعور الجماعي بنا وبهم لنعيش حياة السعادة من خلال العودة الى الحقيقة اليهودية الأولى التي نادى بها موسى وهو في قمة جبل الطور ، والتي تؤكد أن الرب لم يأذن لأتباعه بدخول الارض التي لم يعطيها لهم ولم يوعدهم بها بل حرفوا التوراة في سفر يوشع الذي أباح الدخول لها بعد أن قتل موسى وأخيه هارون وانقلب عليهم واختزل اليهودية واليهودي في صحراء الغويمية إلى كائن مسلوب الارادة
طعاما للذئاب ، وبذلك تفقد الصهيونية المعاصرة المعنى الحقيقي وتضيع الوجود اليهودي وتضع هوية شعبها في مسارات القلق الوجودي ، وتويقض بتصرفاتها ضد الشعب الفلسطيني وامتلاكه لهذه الأرض وحش اليهودية المتشيئ في أعماق الجحيم ، صاحب العقل الذي تحول الى اداة قتل وتدمير وممارسة الابادة الجماعية بدم بارد وضمير مطمئن وكأنهم يقتلون البرغش مما يؤسس حقيقة لفقدان اليهودي انسانيته وشعوره بالآخرين ، علما أن التاريخ يثبت أن اليهودي يعيش مع الانسانية دون شعور انساني ودون أن يكون انساني او ينتمي لدائرة الانسانية الكبرى فهو يفتخر بتمايزه واختياره عن بقية البشر الذي يعتقد أن يهوى خلقهم من أجل خدمته ، وأن سيادته وقيادته للعالم يستقيها من يهوى الذي جعله حسب أسانيد التوراة مقاصدها سيدا للوجود ، الذي في الأساس من أجله ، لذا فإن اليهودي ينفصل عن حياة الانسانية لشعوره بالتمايز النخبوي بالدرجة والماهية.
بكلام أخير أؤكد أن تغلب اليهودي على الهمجية الصهيونية يتطلب من اليهودي اجراء تغيير جذري في نصوص التوراة التي تنظر إلى الحياة والعالم وفلسطين والفلسطنيين أنهم كائنات دنيا وغرباء محتلين يجب أن يرحلوا من المكان وعلى المكان ، وأنصح اليهودي اعتماد معطيات الواقع لا معطيات خيال التوراة التي تستمد وجودها وتشرعنه من خلال قوة التقنية وقدرتها التكنولوجية على القتل والتدمير والابادة الجماعية للفلسطينيين ، على لليهودي التحرر من أعباء وأثقال وأحمال الرأس مالية المتوحشة التي حولت وجوده إلى أداة لخدمة مصالحها المالية والتوراتية والانجيلية .