احتجاجات في فينيسيا ضد زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز

السياسي –

أشعل زفاف مؤسس شركة أمازون، الملياردير جيف بيزوس، من الإعلامية السابقة لورين سانشيز، موجة احتجاجات في مدينة فينيسيا الإيطالية، إذ اعتبره السكان رمزاً جديداً لـ”أمراض المدينة المزمنة” المتمثلة في السياحة المفرطة، وتهميش السكان المحليين، وتسليع التراث لصالح النخبة الثرية.

وأطلقت الناشطة التعليمية مارثا سوتوريفا، إحدى أبرز الأصوات المعارضة، حملة واسعة قبيل الزفاف المتوقع إقامته بين 24 و28 يونيو (حزيران) الجاري، تضمّنت توزيع منشورات ورفع لافتات وعقد لقاءات عامة، احتجاجاً على ما وصفته بـ”الحدث الضخم المتكرر الذي يُفرغ المدينة من معناها ويكرسها كمجرد أداة لحفلات الأثرياء”.

ووصفت سوتوريفا الحدث بأنه “رمز لكل ما هو خاطئ في فينيسيا”، مشيرة إلى أن كل مناسبة من هذا النوع تعني توقف الحياة اليومية، وحرمان السكان من الوصول إلى أماكنهم، وتدفقاً إضافياً من الزوار في مدينة باتت منهكة أصلاً.

ويُحاط زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز، الذي يُعد الأضخم منذ مراسم زواج النجم جورج كلوني من أمل علم الدين في عام 2014، بسرية تامة، لكن التكهنات تملأ الصحف الإيطالية، بدءاً من قائمة الضيوف التي تضم مشاهير مثل ليوناردو دي كابريو وكيم كارداشيان، وصولاً إلى تكلفة الإقامة في فنادق تتجاوز 9 آلاف يورو لليلة، واستئجار كامل لأسطول التاكسي المائي، وحتى الفساتين الفاخرة التي سترتديها العروس.

ورغم ترحيب بلدية المدينة بالزفاف وما قد يدرّه من ملايين، يرى معارضون سياسيون أن الحدث لن يعود بأي نفع حقيقي على سكان فينيسيا.

وصرّح المستشار بالبلدية جيوفاني أندريا مارتيني قائلاً: “المدينة منهكة تماماً من اجتياح السياح، والآن يُضاف هذا الزفاف الفخم كعبء جديد”.

واقترح مارتيني أن يُظهر بيزوس “حساً اجتماعياً” عبر التبرع لترميم أكثر من ألف منزل مهجور، والمساهمة في حل أزمة الإسكان التي يعاني منها السكان المحليون، عوضاً عن إغراق المدينة في مظاهر البذخ.

في نفس السياق، لجأ المحتجون إلى وسائل رمزية لرفض الزفاف، فرفعوا لافتة ضخمة على برج كنيسة سان جورجيو كتب عليها “لا لبيزوس”، ونشروا ملصقات يظهر فيها وجهه على صاروخ، في إشارة إلى مشاريعه الفضائية التي يرونها جزءاً من انفصاله عن الواقع المجتمعي.

غير أن السلطات المحلية قلّلت من شأن هذه الاعتراضات، مؤكدة أن الزفاف لن يسبب فوضى، لكونه يُحتمل أن يُقام على جزيرة سان جورجيو، وهي منطقة مغلقة يمكن تأمينها بسهولة، وقد سبق أن احتضنت اجتماعات قمة مثل G7 دون إرباك.

وقال سيموني فينتوريني، مستشار السياحة: “فينيسيا مدينة تستضيف الفعاليات الكبرى دوماً، ويجب أن نفخر بأنها مختارة لحدث عالمي كهذا”. لكن الناشطين يصرون على رفضهم، ويستعدون لتنظيم مظاهرة كبرى يوم الزفاف، في تأكيد على أن المعركة من أجل الحفاظ على المدينة وسكّانها لم تنتهِ بعد.