اختبار ذكاء اصطناعي قد ينقذ حياة آلاف مرضى سرطان البروستاتا

الاختبار، الذي طورته شركة Artera Inc، يحلل صور الأورام لتحديد المرضى الأكثر استفادة من علاج دوائي يوصف بـ”مغير قواعد اللعبة”، وهو دواء أبيراتيرون (Abiraterone)، الذي يعمل على تثبيط إنتاج التستوستيرون في الجسم، بما في ذلك الأورام.
الدراسة التي أجراها علماء من معهد أبحاث السرطان في لندن (ICR) وجامعة كوليدج لندن، شملت أكثر من ألف مريض بسرطان البروستاتا عالي الخطورة، وكشفت أن نحو ربع المرضى يحملون مؤشراً حيوياً معيناً يجعلهم أكثر استجابة للعلاج، وفقاً لصحيفة “دايلي ميل”.
وأظهرت النتائج أن استخدام أبيراتيرون بجانب العلاج الهرموني التقليدي قلل خطر الوفاة بعد خمس سنوات من 17% إلى 9%، بينما كان التأثير أقل لدى المرضى غير الحاملين للمؤشر الحيوي.

يُذكر أن دواء أبيراتيرون متاح حالياً عبر هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS England) فقط للمرضى المصابين بسرطان البروستاتا المتقدم المنتشر، مما يحرم حوالي 8400 رجل سنوياً من فرصة العلاج في مراحله المبكرة، رغم أن سعره لا يتجاوز 77 جنيهاً إسترلينياً شهرياً بعد انتهاء فترة براءة الاختراع.
البروفيسور نيك جيمس، أحد قادة البحث، طالب NHS بمراجعة قرارها قائلًا: “هذا البحث يوضح بدقة من يحتاج الدواء ليعيش بشكل أفضل ولوقت أطول”.
في المقابل، أكدت هيئة NHS England التزامها بتوفير العلاج للحالات المتقدمة، لكنها أشارت إلى متابعة مستجدات الأبحاث لاتخاذ القرار المناسب.
الجدير بالذكر أن الدواء متاح بالفعل بشكل أوسع في اسكتلندا وويلز منذ عامين، ما يفتح باب الأمل أمام المرضى في إنجلترا للحصول على فرص متساوية للعلاج.

اختبارات جديدة لسرطان الرئة

وفي سياق متصل، أعلنت NHS England إطلاق اختبار دم جديد يُعرف بـ”الخزعة السائلة” (Liquid Biopsy) لتسريع الوصول إلى العلاجات المستهدفة لمرضى سرطان الرئة وتجنب الخزعات التقليدية المؤلمة.
يُتوقع أن يستفيد نحو 15 ألف مريض سنوياً من هذا الاختبار الذي يبحث عن شظايا دقيقة من الحمض النووي للأورام، ما قد يسهم في تحسين التشخيص وخيارات العلاج بشكل كبير.
هذا الإنجاز الطبي يأتي في ظل جهود مستمرة لتحسين فرص البقاء على قيد الحياة وتقليل الوفيات غير الضرورية بسبب السرطان.