اردوغان يدعو الى تضامن اسلامي ضد المخططات الاسرائيلية

الخطاب الذي ألقاه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال الاجتماع الـ51 لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول يعكس موقفًا حادًا تجاه السياسات الإسرائيلية الأخيرة، ويدعو إلى تضامن إسلامي لمواجهة ما وصفه بـ”القرصنة الإسرائيلية”. فيما يلي أبرز النقاط والتحليلات:

1. مقارنة نتنياهو بهتلر وتصعيد الخطاب السياسي
– وصف أردوغان سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنها “أطماع صهيونية” قد تقود العالم إلى كارثة مماثلة لتلك التي سببها هتلر، في إشارة إلى الحرب العالمية الثانية.
– هذه المقارنة تندرج ضمن خطاب سياسي متشدد من أنقرة ضد إسرائيل، والذي يشدد على رفض “العنف والاحتلال”، لكنه قد يثير جدلًا دوليًا بسبب حساسية التشبيهات التاريخية.

2. دعوة للتضامن الإسلامي وانتقاد التشرذم
– دعا أردوغان الدول الإسلامية إلى توحيد الصفوف وتبني موقف مشترك ضد ما يراه انتهاكات إسرائيلية في فلسطين وسوريا ولبنان وإيران.
– انتقد “خدمة مصالح الآخرين” في إشارة إلى الانقسامات العربية والإسلامية التي تعيق مواجهة موحدة للضغوط الغربية أو الإسرائيلية.

3. الهجوم على إيران: توقيت مريب ورسالة سياسية
– ربط أردوغان بين الهجوم الإسرائيلي على إيران ومفاوضات البرنامج النووي الإيراني، مما يشير إلى أن الهدف قد يكون تقويض أي تفاهم محتمل بين طهران والغرب.
– عبر عن ثقته بقدرة إيران على الصمود، وهو موقف يتسق مع تحالف أنقرة-طهران في بعض الملفات الإقليمية رغم الخلافات الأيديولوجية.

4. رفض “سايكس بيكو جديدة” والتأكيد على وحدة سوريا
– حذر أردوغان من محاولات إعادة تقسيم المنطقة عبر “إراقة الدماء”، في إشارة إلى التدخلات الخارجية والنزاعات الطائفية والإثنية.
– رحب بعودة سوريا إلى منظمة التعاون الإسلامي، وهو موقف يدعم شرعية النظام السوري ويعزز جهود إعادة دمشق إلى المحافل الدولية بعد سنوات من العزلة.

5. تصعيد غزة وإيران: أرقام الصراع الدموي
– غزة: ذكر أردوغان أن الحرب الإسرائيلية على القطاع خلفت نحو 180 ألف ضحية (شهداء وجرحى)، معظمهم من المدنيين، وهو رقم يتجاوز التقديرات الرسمية لكنه يعكس حجم الكارثة الإنسانية.
– إيران: أشار إلى استشهاد 430 شخصًا وإصابة 3500 في الهجمات الإسرائيلية، بينما ردت إيران بهجوم صاروخي كبير أسفر عن سقوط ضحايا إسرائيليين.

السياق الإقليمي والدولي
– يأتي خطاب أردوغان في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعدًا خطيرًا، مع توسع المواجهات بين إسرائيل وحلفائها من جهة، ومحور المقاومة (إيران وحلفاؤها) من جهة أخرى.
– تحاول تركيا، من خلال هذا الخطاب، تعزيز دورها كقائدة للعالم الإسلامي في مواجهة إسرائيل والغرب، لكن فعالية هذا الموقف تعتمد على مدى تجاوب الدول الإسلامية الأخرى.

 التداعيات المحتملة
– قد يؤدي هذا الخطاب إلى تعزيز التحالفات المعادية لإسرائيل في المنطقة، لكنه قد يزيد أيضًا من عزلة تركيا لدى بعض الحلفاء الغربيين.
– التركيز على الوحدة الإسلامية قد لا يترجم عمليًا بسبب الانقسامات القائمة (مثل الخلافات بين إيران والسعودية، أو تركيا ومصر سابقًا).

باختصار، يمثل كلام أردوغان موقفًا صلبًا ضد إسرائيل، لكنه يطرح تساؤلات حول مدى قدرة الخطاب السياسي على تغيير الواقع الميداني أو تحقيق تضامن إسلامي فعلي في ظل تعقيدات الصراعات الإقليمية.