في بيان جديد لا يختلف كثيرًا عن سابقاته من الشعارات المكررة والتصريحات الجوفاء، خرجت حركة “حماس” لتعلن عن استعدادها لـ”معركة طويلة” مع الاحتلال، وكأن غزة لم تُدمّر كفاية، ولم يُقتل ما يكفي من أبنائها، ولم تُحرق خيامها، ولم يُدفن أطفالها تحت أنقاض بيوت سوّتها الحرب بالأرض.
البيان الذي صدر باسم الحركة يفضح حجم الانفصال عن الواقع، ويكشف عن استمرار النهج العبثي الذي تتبعه “حماس”، حيث تخلط بين التفاوض والتهديد، وتستجدي صفقة، وتعلن الصمود، ثم تعود لتلعن “الصفقات الجزئية”! وكأنها تكتفي بالمتاجرة بمآسي الأسرى والدم الفلسطيني، بينما تتلاعب بعواطف الشارع في مشهد بات ممجوجًا.
أما عن “استراتيجيتها الحالية” التي تتفاخر بها الحركة، فهي مزيد من التهلكة، ومزيد من الدم، ومزيد من صور الخراب التي لا تنفك تعود على غزة وأهلها بالكوارث، بينما يتنعّم قادتها في الخارج، ويتفاوضون من قصورهم، ويدّعون البطولة من خلف الميكروفونات.
والأدهى أن البيان يأتي بلغة مكررة عن “استقبال جنائز الجنود”، دون أي إشارة لمعاناة مليوني فلسطيني تحت الحصار، أو خطة لإغاثة الناس، أو مبادرة تضمن الكرامة والحياة لمن تبقّى حيًا في القطاع.
باختصار، حركة حماس تُجدد خطابها الفارغ لتغطي على عجزها، وتستمر في بيع الأوهام، متناسية أنها هي من دفعت غزة إلى جحيم هذه الحرب، ولا تزال تجرّ شعبها إلى نفق بلا ضوء… فقط لتبقى في الصورة، ولو كانت الصورة رمادًا.