استعدادات واجتماع سري – إسرائيل تتأهب لضرب إيران

السياسي – رفع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، حالة التأهب والاستعداد لسيناريوهات محتملة ضد إيران؛ ما يثير تساؤلات حول اقتراب إسرائيل والولايات المتحدة من توجيه ضربة عسكرية لطهران وبرنامجها النووي.

ووفقًا لموقع “والا” العبري، جاءت هذه الخطوة خشية “تهور” إيراني عبر مهاجمة إسرائيل ردًّا على الضربات التي استهدفت أذرع طهران في المنطقة.

ويأتي هذا التصعيد وسط تقارير أمريكية تفيد بأن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، جو بايدن، ناقش خططًا لضرب إيران، قبل أسابيع من تنصيب الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، وذلك استجابةً لتوصيات جهاز الموساد الإسرائيلي، الذي شدد على ضرورة الرد على هجمات ميليشيا الحوثي من اليمن.

وبحسب موقع “أكسيوس” الأمريكي، قدّم مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض للرئيس بايدن خيارات لهجوم أمريكي محتمل على إيران، في حال تحركت طهران نحو امتلاك سلاح نووي قبل الـ20 من يناير/كانون الثاني.

وأوضح الموقع أن الخيارات المطروحة نوقشت في اجتماع سري عُقد قبل أسابيع، لافتًا إلى أن تنفيذ ضربة عسكرية في هذه الفترة الانتقالية سيكون مقامرة هائلة من قبل بايدن، الذي تعهد بعدم السماح لإيران بتطوير سلاح نووي.

وأكد التقرير أن بايدن لم يمنح الضوء الأخضر لأي ضربة عسكرية خلال الاجتماع، ولم يتخذ قرارًا لاحقًا بهذا الشأن، مضيفًا أن الاجتماع لم يكن مدفوعًا بمعلومات استخباراتية جديدة، بل بقلق من توريث صراع جديد للإدارة القادمة.

ويرى الخبير العسكري أحمد عبد الرحمن، أن تل أبيب وواشنطن لا تمتلكان الوقت الكافي لاتخاذ قرار نهائي بشأن ضربة عسكرية لإيران قبل تسلم ترامب السلطة.

وقال عبد الرحمن إن مثل هذا القرار يتطلب استعدادات عسكرية معقدة، والوقت المتبقي لبايدن لا يسمح له بتنفيذ ضربة بهذا الحجم؛ لأنها ستُحمّل حزبه الديمقراطي أعباءً سياسية وعسكرية.

وأضاف أن إسرائيل معنية بضرب إيران، وتسعى لحثّ الولايات المتحدة على اتخاذ هذا القرار، لكنه يستلزم خطوتين أساسيتين: تحييد ميليشيا الحوثي وإضعاف قدراتها العسكرية، ونقل أسلحة ومعدات عسكرية لإسرائيل لدعم مشاركتها في أي هجوم محتمل.

وأشار عبد الرحمن إلى أن تمرير إدارة بايدن لصفقات أسلحة لإسرائيل يعكس استعدادات أمريكية لاحتمالات التصعيد، لكنه شدد على أن إدارة بايدن ضعيفة سياسيًّا، ولا تستطيع اتخاذ قرار عسكري بهذا الحجم في أيامها الأخيرة بالبيت الأبيض.

إجراءات روتينية أم استعدادات فعلية؟
من جانبه، يرى الخبير العسكري اللواء واصف عريقات أن رفع حالة التأهب في إسرائيل يُعد إجراءً روتينيًّا في ظل التوترات الأمنية الإقليمية، والتحذيرات من فتح جبهات قتال جديدة.

وقال عريقات، إن إسرائيل تدرك أهمية اليقظة العسكرية تحسبًا لأي تحركات إيرانية أو حوثية قد تؤدي إلى تصعيد عسكري.

وأضاف أن إسرائيل ترسل رسائل عسكرية مزدوجة، الأولى لحلفائها لتأكيد جاهزيتها، والثانية لأعدائها لإظهار قدرتها على فتح جبهات جديدة عند الحاجة.

وأوضح أن أي قرار عسكري كبير ضد إيران لن يُتخذ في عهد بايدن، بل سيكون ضمن أولويات الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن بايدن يسعى فقط لإنهاء بعض الملفات العالقة قبل مغادرته البيت الأبيض، لتجنب المزيد من الإخفاقات السياسية.

وختم عريقات بالقول، إن التهدئة في غزة – وإن كانت مؤقتة – قد تكون إشارة أولى لمرحلة جديدة من الاستعدادات العسكرية ضد الحوثيين وإيران، لكنه أكد أن إيران، في الوقت الحالي، تحاول تفادي مواجهة مباشرة مع إسرائيل وأمريكا.

تابعنا عبر:

شاهد أيضاً