باتت سوريا ميدانًا مفتوحًا لصراع المصالح الدولية والإقليمية، حيث التقت أهداف العديد من الدول والجماعات المسلحة على إشعال الوضع السوري، مع تصاعد التعقيدات السياسية والعسكرية في المنطقة.
حيث أن لكل دولة وحليفتها ومجموعة وداعميها لها هدف في اشعال الصراع في سوريا ولكل قوى دولية وإقليمية وحلفائها لها أهداف معينة وجميعها تشترك ضد النظام السوري وحلفائه في سوريا ونفوذهم في المنطقة .
فالولايات المتحدة الأمريكية و حليفتها أوكرانيا تسعيان لإضعاف واستنزاف روسيا عبر فتح جبهة ثانية في سوريا إضافة إلى جبهة اوكرانيا ، تزامنًا مع انشغال موسكو في حربها الأوكرانية التي أصبحت اليوم أكثر تعقيدا تحديدا بعد تقديم الدعم الاكثر تطورا.
إضافة إلى ان الدعم العسكري الأمريكي المقدم لأوكرانيا، بما يشمل العتاد والأسلحة التي تصل إلى العمق الروسي، يهدف إلى فرض أمر واقع ميداني على روسيا، خلال الفترة الانتقالية الأمريكية بقيادة بايدن.
أن الدعم الأمريكي والأوكراني للجماعات المسلحة في سوريا، وعلى رأسها “هيئة تحرير الشام” (النصرة سابقًا)، يهدف إلى استنزاف روسيا عسكريًا وإضعاف وجودها في المنطقة. وهذه الجماعات فد تكون تلقت تدريبات وأسلحة وطائرات مسيرة من الولايات المتحدة وأوكرانيا لتحقيق هذا الهدف.
إضافة إلى أن تركيا تدعم الجيش السوري الحر من منطلقات مختلفة، أبرزها الضغط على النظام السوري بسبب عدم التزامه باتفاقات أستانا. وأنقرة تسعى إلى “تأديب” الرئيس السوري بشار الأسد لرفضه إعادة اللاجئين السوريين من تركيا، ولعدم اتخاذه خطوات عملية لفكفكة قوات “قسد” الكردية في شمال شرق سوريا، والتي تمثل بنظر أنقرة تهديدًا أمنيًا للحدود التركية من منطلقات خوف تركيا بناء الدولة الكردية على حساب اراضي تركية.
ان دعم تركيا للجماعات المسلحة، بما في ذلك التوسع في مناطق حلب، يهدف إلى تعزيز نفوذها في سوريا وإرسال رسائل واضحة إلى النظام السوري بشأن تنفيذ اتفاق أستانا.
كما الدور الدور الإسرائيلي لا يغيب عن المشهد السوري حيث ان إسرائيل هي المستفيد الأكبر من حالة عدم الاستقرار في سوريا، حيث أن تل أبيب تسعى إلى استهداف خطوط الإمداد الإيرانية الممتدة عبر العراق وسوريا وصولاً إلى لبنان، والتي تزود حزب الله بالسلاح.
والهجمات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية تهدف إلى منع تصنيع أو نقل الأسلحة الإيرانية، لافتة إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي حملت تهديدات مباشرة للنظام السوري بشأن استمرار تدفق السلاح الإيراني بقوله للاسد “لا تلعب بالنار” .
كما أن الاتحاد الأوروبي يدعم إنهاء نظام الأسد بسبب أزمة اللاجئين السوريين التي لم يتم حلها بسبب امتناع الأسد لإيجاد حل سياسي وتطبيق القرار الأممي 2254 المتعلق بالتداول السلمي في سوريا وارجاع اللاجئين السوريين الى سوريا بسبب منع إيران لذلك ، وقضية اللاجئين السوريين أثقلت كاهل الدول الأوروبية، كما أن بعض الدول الخليجية تنسجم مع هذا التوجه بالتدخل العسكري في سوريا بهدف تقويض النفوذ الإيراني وتفكيك أذرعه العسكرية في المنطقة.
من هنا كل الهدف من الصراع في سوريا هو تفكيك وحدة ترابط الساحات في كل الإقليم وكسر أذرع ايران بشكل كلي، وإعادة رسم شرق أوسط جديد يكون مهيئا للتطبيع.
وأن بقاء النظام السوري مرهون بالدعم الروسي والإيراني المستمر، كما أن روسيا قد تضطر إلى تقديم تنازلات أو الدخول في صفقات دولية تشمل مقايضة انسحاب روسيا من سوريا بشرط أخذ جزء من أراضي اوكرانيا بمساحة عشرين بالمئة والضغط على أوكرانيا من اجل الانسحاب من الأراضي الروسية.
كما أن استمرار الصراع الحالي في سوريا قد يؤدي إلى تقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ لكل القوى المتصارعة، تشمل حكمًا ذاتيًا للأكراد في الشمال، وآخر للمعارضة السورية، مع احتمال استبدال الأسد بشخصية موالية للولايات المتحدة.
وأن إزالة الأسد قد تؤدي إلى إعادة تشكيل سوريا بما يتماشى مع المصالح الأمريكية والإسرائيلية، بينما سيبقى التقسيم احتمالًا قائمًا إذا استمر الأسد في السلطة.
كما أن الصراع السوري يعكس تقاطعًا معقدًا للمصالح الدولية، حيث يسعى كل طرف لتحقيق أهدافه على حساب استقرار سوريا ومستقبل شعبها.
وبعد انتهاء المشهد في سوريا سينتقل الى العراق رغم ان اليوم دخل الحشد الشعبي وكتائب النجباء الى سوريا لإنقاذ الأسد ولكن اعتقد ان اسرائيل ستستغل وجودهم لانهاء ذراع ايران العراقي وسيتم انهاءه في سوريا وان بقي بقية الاذرع الاخرى في العراق سيتم فتح جبهة العراق بعد انتهاء جبهة سوريا.