اسرائيل تتبع استراتيجية فصل المسارات

بعد زيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الى الولايات المتحدة ، ولقائه بالرئيس الاميركي اكثر من مرة للحديث عن وقف اطلاق النار في قطاع غزة، حيث كان من المامول ان يفي ترامب بوعده ويعلن عن هدنة لمدة 60 يوما الا ان نتنياهو غادر مع استمرار القتل والمذابح على الارض

خلال المدة التي قضاها رئيس الحكومة الاسرائيلية في واشنطن نجح في تكريس مبدا فصل المسارات ، بمعنى يبحث كل مطلب لوحدة ، ويلبي رغبات الاوربيين والاميركيين ومنظمات حقوق الانسان للهروب من الاتهامات بالتجويع ، فعمل على الاتفاق مع الاتحاد الاوربي لادخال مئات الشاحنات من المساعدات ، حيث نقلت مصادر متطابقة ان مصر ابلغت حركة حماس بدخول نحو 500 شاحنة مساعدات يوميا الى القطاع ابتداءا من يوم الاثنين على ابعد تقدير.

4 مسارات فصلها نتنياهو ليواصل المذبحة في غزة

وفق المحلل السياسي والناشط الدكتور تيسير العبد فان أهم ما يميز الإجراءات الإسرائيلية بعد زيارة نتنياهو لواشنطن. وبالتأكيد فإن هذا بالتنسيق مع إدارة ترامب. هو ما نسميها بمرحلة (فصل المسارات) في قضية قطاع غزة:
1. فصل موضوع الغذاء والطعام عن مسار العمليات العسكرية. وعن مفاوضات الهدنة مع حماس
إذا تم تنفيذ الاتفاق الموقع مع الاتحاد الاوروبي فإن قطاع غزة في الأيام القريبة القادمة سيتجاوز مرحلة التجويع كما يؤكدون. وسيرتاح من ناحية الطعام الذي سيتوفر بغزارة.
2. استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة التي تعتمد الهدم والقتل. واستمرار التوسع والسيطرة على المزيد من الأراضي.
3. استمرار المفاوضات مع حماس  مدا وجزرا دون انقطاع. وفق اسس واضحة: اي اتفاق سيكون جزئيا ومؤقتا ومحدودا ب 60 يوما. ومشروطا في نهايته بنزع سلاح الحركة.
4. خطة التهجير مستمرة دون توقف. من خلال ما تسمى بالمدينة الإنسانية في رفح. وهي لا تخضع لمفاوضات الهدنة.
لو لاحظت قبل زيارة نتنياهو كان كل عنصر من هذه العناصر يؤثر في العنصر الآخر. ويستطيع ان يؤخره او يعرقله. اما الآن. فجميع العناصر الاربعة تعمل في الوقت نفسه دون توقف. ودون ان يشوش اي عنصر على الآخر.

ووفق الدكتور العبد فان : استراتيجية (فصل المسارات) هي استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى اتخاذ إجراءات عملية للبدء بإنهاء الحرب في قطاع غزة من طرف واحد. الطرف الإسرائيلي. من خلال تهميش قضية حماس ومفاوضاتها وخفض مستواها إلى اقل من 25% من الاهتمام. بعدما كانت هي القضية الاساس التي تتشابك معها باقي المسارات والقضايا وترتهن بها وإليها. يبدو ان هذه الاستراتيجية تبلورت في زيارة نتنياهو لواشنطن. وبالتنسيق معها.
وهي استراتيجية تمنح المسارات والأهداف الاخرى اهمية اكبر. وتعلي من شانها خاصة تلك التي تسعى لإنهاء الحرب وفق الرؤية الإسرائيلية الخالصة بسيطرة إسرائيلية على القطاع. ودفع اكبر عدد من السكان نحو التهجير عن طريق إجراءات تأخذ شكلا وإجراءات طوعية قانونية غير مخالفة للقانون الدولي.
للاحتلال تجربة قوية سابقة في سياسة فصل المسارات من اجل تحقيق اهداف اعلى لصالحه. فقد فصل ملف 4 اسرى له كانوا في قبضة حماس منذ العام 2012. واستمر في توفير المساعدات والتسهيلات لها. ومنحها حقائب الاموال لما يقارب العشر سنوات دون ان يجعل قضية اسراه في غزة عائقا امام اهدافه الكبرى بتعزيز الانقسام. ومحاربة قيام الدولة الفلسطينية.
عمليا. خفض الاحتلال اهمية المواجهة المسلحة في قطاع غزة منذ سنة تقريبا بتاريخ 12- 10- 2024 حين اعلن رسميا ان قطاع غزة (ساحة قتال ثانوية). واليوم يؤكد من خلال إجراءاته تخفيض اهميتها السياسية. واعتبار حماس ومفاوضاتها قضية فرعية هامشية لن تعيقه عن المضي في تنفيذ مخططاته الكبرى في قطاع غزة برعاية وتنسيق امريكيين.

اسرائيل تغلق ملف الخلاف مع اوربا

كشف مصدر خاص لوكالة “فلسطين الآن”، التابعة لحركة حماس حيث تحدثت  عن موافقة الاحتلال على إدخال عشرات الشاحنات يومياً إلى قطاع غزة بدءً من منتصف الأسبوع الجاري
وأكد المصدر لـ”فلسطين الآن”، أن الجانب المصري أبلغ قيادة حركة “حماس “، عن موافقة الاحتلال بالسماح بدخول 500 شاحنة يوميا إلى قطاع غزة، عبر المعابر في قطاع غزة، بما فيها معبر رفح البري.
وبحسب المصدر فإن إدخال الشاحنات يأتي في ظل اتفاقية الاتحاد الأوروبي مع الاحتلال التي وقعت نهاية الأسبوع المنصرم، والتي سيتم العمل بها في قطاع غزة، في ظل الضغط الأوروبي على الاحتلال من أجل إدخال المساعدات لقطاع غزة.

غارات عنيفه على غزة

بالتزامن مع هذه السياسة فقد اعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: ان قوات الاحتلال كثفت من الهجمات على قطاع غزة وخاصة في منطقة بيت حانون، حيث شنت عشرات الطائرات الحربية سلسلة غارات جوية خلال الساعة الأخيرة، حيث تم استهداف أكثر من 35 هدفًا  في شمال قطاع غزة