نشرت صحيفة يديعوت أحرنوت تقريرا عن اكتشاف العدو الإسرائيلي لنفق مهم لحزب لله في جنوب لبنان خلال العملية البرية في الأشهر القليلة الماضية.
التقرير يقول أن هذه المنشأة في باطن الأرض تستوعب حوالي 200 عنصر من حزب لله يعتقد انه النفق لقوة الرضوان التي كان من خلالها يستطيع احتلال مستوطنات مسكاف عام والمنارة وربما كريات شمونة.
بحسب تقرير يديعوت أحرنوت أن معركة اكتشاف المنشأة استمرت لحوالي 36 ساعة.
في البداية دخل العدو الإسرائيلي الى نفق ضيق ورطب و جدرانه من حجارة، في نهاية النفق يوجد باب حديد متين جدا يصعب فتحه، وفوقه كاميرا مراقبة للحزب تعمل بشكل طبيعي، فخاف العدو الإسرائيلي من ان يقع بفخ يرسمه حزب لله داخل النفق، حيث تبين انه يوجد شبكة تفخيخ يضعها الحزب خلف الصخور تحتوي حوالي 35 كيلوغراما من المتفجرات، و بحسب التقرير ان العدو سمع أصوات عناصر الحزب من خلف باب الحديد يتحدثون اللغة العربية، فقرر العدو الإسرائيلي من تفخيخ باب الحديد بمواد شديدة الانفجار و الانسحاب لمكان آمن.
للأسف الحزب لم يتمكن من تفجير النفق بالعدو الإسرائيلي لأسباب غير معروفة.
بعد قيام العدو الإسرائيلي بتفخيخ باب الحديد و الانسحاب لمكان آمن، تم تفجير الباب، و بحسب التقرير فإن هذا التفجير هو أكبر انفجار هندسي في تاريخ الجيش الإسرائيليّ و بحسب التقرير ان الانفجار أدى القضاء على حوالي 400 طن من المواد المتفجرة، عندها سمع الجيش الاسرائيلي صراخاً باللغة العربية كما لو أن عناصر الحزب أدركوا أنهم مكشوفون.
بحسب التقرير، فإن الباب الحديدي تمزق وتطاير في الهواء، وما ظهر إثر ذلك هو غرف نوم ومساحات للطعام إلى جانب غرف استحمام ومراحيض بالإضافة إلى مطابخ مليئة بالثلاجات وفيها جميع أنواع المواد الغذائية بالإضافة إلى مخزن للطعام، مع مكان للراحة وغرفة علاج طبي ومحطات اتصالات وخزائن تتضمن وثائق سرية مع مساحة للياقة البدنية والأهم مستودعات ضخمة لجميع أنواع الأسلحة.
ووفقاً لأحد الجنود، فإنه كان هناك توقع بوجود عناصر تعيش داخل المكان لأن هناك المزيد من أصداء الأصوات القريبة، في حين أنه كانت هناك كاميرات مراقبة عديدة.
كذلك، يقول الجنود إن المكان كان مليئاً برائحة الباورد والدخان، وفي حال استمرت نسبة الغازات في الارتفاع، فإنهم سيصابون بالتسسم، ولهذا السبب كانوا يرتدون أقنعة خاصة لمثل هذه الحالات.
بحسب التقرير، خلال هذه الأحداث حصلت مواجهة بين الجيش الإسرائيلي ونحو 7 عناصر من قوة الرضوان، و خلال محاصرة العناصر تم إبلاغهم بأنه عليهم الاستسلام لكنهم لم يستجيبوا وواصلوا إطلاق النار.
وبحسب أحد الجنود، فإنه كان هناك اعتقاد بأن الوضع سينتهي بشكل سريع، لكن ما تبين هو أنه كانت هناك ذخيرة كثيرة وأن العناصر كانوا على استعداد للمطاردة.
وبعد مرور وقت على المطاردة التي حصلت، سُمعت أصوات عناصر من حزب لله وهم يصرخون من الألم جراء إصابات، ويقول التقرير إن المعركة الشرسة كانت في الـ24 ساعة الأولى، وإثر ذلك قرر مقاتلو الحزب الانسحاب للنجاة بحياتهم، فهم يعرفون بالضبط أين توجد عشرة فتحات هروب مموهة بعيداً عن القوات الإسرائيلية.
بعد هذه المعركة، عمل الجيش الإسرائيلي على صب كميات من المتفجرات داخل النفق لتدميره بالكامل، وقد تمت الاستعانة بخبراء لهذا الأمر، وما إن حصل الانفجار حتى تصاعد دخان كثيف وغطى سماء المنطقة. بحسب التقرير، فإن الانفجار كان شديدا جداً وبعدما تبددت سحب الدخان جرى إرسال طائرة مسيرة لتصوير المنطقة وتضاريسها بعد التفجير.
و اخيرا و بحسب التقرير أنه خلال تفجير ذاك النفق، عملت إنذارات نظام ” Terua” الخاص برصد الزلازل في إسرائيل، موضحاً أن ما حصل كان زلزالاً كبيراً حصل، وقد شعر سكان سوريا ولبنان والأردن بهزة وذلك بشكل واضح.