اغتيال العاروري – إيران تتوارى خلف الوعيد وتفوّض الرد للميليشيات

السياسي – تبرأت إيران من أي تصرفات تقوم بها الميليشيات المسلحة الموالية لها في المنطقة ضد المصالح الأمريكية والإسرائيلية، فيما ترفض الدخول المباشر في حرب مع إسرائيل.

وبدا التناقض واضحاً في المواقف الإيرانية وذلك في تصاعد مستوى التوترات في المنطقة، خاصةً بعد اغتيال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الليلة الماضية، بهجوم طائرة مسيرة استهدف مقر إقامته في بيروت.

وتلقت طهران ضربة “موجعة” من قبل تل أبيب قبل أسبوعين، باغتيال المستشار العسكري والقائد في الحرس الثوري العميد رضي موسوي، الذي استهدف أيضاً بطائرة مسيرة في منزله في منطقة السيدة زينب في العاصمة دمشق.

وقال أمير سعيد إيروني سفير ومندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة: “الكيان الإسرائيلي يتحمل المسؤولية الكاملة عن كافة الأخطاء الدولية ضد إيران ويجب محاسبته”، مضيفاً: “لسنا مسؤولين عن تصرفات أي فرد أو مجموعة في المنطقة”، في إشارة إلى تصاعد الهجمات التي تشنها ميليشيات الحوثيين والفصائل العراقية ضد مصالح أمريكا وإسرائيل.

لا حرب مباشرة مع إسرائيل
من جانبه، قال عضو لجنة الأمن القومي والسياسية الخارجية في البرلمان الإيراني، شهريار حيدري، الأربعاء، إن بلاده لن تدخل في حرب مباشرة مع “النظام الصهيوني”، مضيفاً “لأننا لا نعترف بهذا النظام”.

حديث شهرياري جاء عن موقف طهران بشأن الدخول في حرب مباشرة مع إسرائيل بعد اغتيال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في بيروت بطائرة مسيرة في بيروت الليلة الماضية.

وأوضح شهرياري، “هذه الاغتيالات ليست المرة الأولى أو الثانية من عمل إسرائيل، بل هو العمل المستمر لهذا النظام، وقد جرى اغتيال المستشار العسكري في الحرس الثوري رضي الموسوي قبل أسبوعين في العاصمة دمشق”.
وتعهد كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين في إيران بالرد على اغتيال رضي الموسوي.

وعن خطوة إيران تجاه التحركات الإسرائيلية وسلسلة الاغتيالات لقادتها وقادة حلفائها في المنطقة، أجاب شهرياري “يجب إدانة النظام الصهيوني دوليًّا، والجمهورية الإسلامية تبذل جهودا في هذا الصدد”.

ورأى شهرياري أن طهران لديها أوراق كثيرة يمكن استخدامها ضد النظام الإسرائيلي وحلفائه وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، وقال: “وفقا للقوانين الدولية، فإن البحر الأحمر هو في أيدي الدول الساحلية، ولكن إذا تم استهداف مصالحنا، فمن المؤكد أننا نستطيع التعامل معه في أي لحظة، بما في ذلك اللجوء إلى استخدام قدراتنا البحرية”.

من يتحمل اغتيال العاروري؟
وتضاربت التصريحات الإيرانية بشأن الجهة التي تتحمل عواقب اغتيال العاروري، إذ حملت طهران في البداية، إسرائيل مسؤولية الهجوم على مكتب حماس ومقتل صالح العاروري وبعض رفاقه.

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان: “إن النشاط الشرير لآلة الإرهاب لهذا النظام (الإسرائيلي) في الدول الأخرى يمثل تهديدًا حقيقيًّا للسلام والأمن وإنذارًا خطيرًا لأمن جميع دول المنطقة”.

من جانبه، أدان المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني، “انتهاك إسرائيل لسيادة لبنان وسلامة أراضيه”، وطالب برد فوري من المؤسسات الدولية، وخاصة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وأضاف أن “عواقب هذا الإجراء ستكون ضد إسرائيل”.

وفي أحدث تصريح على تناقض المواقف، اعتبر وزير الدفاع الإيراني العميد محمد رضا اشتياني، الأربعاء، اغتيال العاروري، خطأ إستراتيجيا سيؤدي إلى توتر الأوضاع بالمنطقة وعواقب هذا الاغتيال سترتد على الولايات المتحدة.

وقال: “أميركا أخلّت بالتوازن الإقليمي وستؤثر عليهم عواقب هذا الإرهاب، ومع مثل هذه التحركات في المنطقة (اغتيال العاروري)، سنشهد بالتأكيد الوحدة ضد السياسات الأمريكية”، منوهاً أن “مثل هذه الأخطاء الإستراتيجية ستوتر المنطقة وسيذهب الدخان إلى أعينهم (الأمريكان)”.

شاهد أيضاً