حدد فريق دولي من علماء الفيزياء الفلكية وعلماء الفلك، أجساما غامضة وساطعة بشكل لا يصدق في الكون البعيد.
ويؤكد العلماء أن هذه الأجسام الحمراء المضيئة موجودة في الكون المبكر، وأنه لا يمكن تفسيرها من خلال فهمنا لكيفية ولادة المجرات والثقوب السوداء.
واكتشف العلماء ثلاثة من هذه الأجسام الغامضة والتي وصل سطوعها إلينا عندما كان عمر الكون 600-800 مليون سنة فقط، أي نحو 5% من عمره الحالي.
ويبدو أن هذه الأجسام مليئة بالنجوم القديمة والثقوب السوداء الضخمة بشكل مدهش، ولم يُعتقد أن أيا منها كان قادرا على التشكل في مثل هذه المرحلة المبكرة من الكون.
وتوصل العلماء إلى هذا الاكتشاف بعد البحث عن شدة الأطوال الموجية المختلفة للضوء.
وهي تبدو وكأنها نجوم قديمة جدا، يبلغ عمرها مئات الملايين من السنين، لكن هذا لا يمكن توقعه في وقت مبكر جدا من تطور الكون.
كما اكتشفوا أدلة على وجود ثقوب سوداء ضخمة هائلة الحجم في تلك الأجسام نفسها. ويشيرون إلى أنها قد تكون أكبر بما يصل إلى 1000 مرة من الثقب الأسود الهائل الموجود في مجرتنا درب التبانة.
ولا ينبغي رصد مثل هذه الأجسام وفقا للفهم الحالي لنمو المجرات وتكوين الثقوب السوداء. ويُعتقد أن هذه الأجسام تحتاج إلى مليارات السنين لتنموا معا.
وقال بينجي وانغ، من جامعة ولاية بنسلفانيا، وهو المؤلف الرئيسي في الدراسة: “لقد أكدنا أن هذه تبدو مليئة بالنجوم القديمة التي يبلغ عمرها مئات الملايين من السنين، في كون يتراوح عمره بين 600 و 800 مليون سنة فقط. ومن اللافت للنظر أن هذه الأجسام تحمل الرقم القياسي لأقدم التوقيعات لضوء النجوم القديم”.
وتابع: “كان من غير المتوقع على الإطلاق العثور على نجوم قديمة في كون صغير جدا. لقد كانت النماذج القياسية لعلم الكونيات وتكوين المجرات ناجحة بشكل لا يصدق، ومع ذلك، فإن هذه الأجسام المضيئة لا تتناسب بشكل مريح مع تلك النظريات.
واكتشف العلماء الأجسام لأول مرة منذ عامين تقريبا، في يوليو 2022. وبعد مرور بعض الوقت، نشروا ورقة بحثية في مجلة Nature تؤكد وجودها.
وظنوا بعد ذلك أن الأجسام كانت مجرات، لكن المزيد من الأبحاث قدمت مزيدا من التفاصيل حول الضوء المنبعث منها، موضحة مدى بعدها والمكان الذي قد يأتي منه هذا الضوء الساطع.
ولكن هذه التفاصيل الإضافية تطرح المزيد من الأسئلة. ولم يسبق للعلماء رؤية مثل هذه الأشياء وليس لديهم أي فكرة عن كيفية ظهورها.
ويأمل العلماء في فهم الأجسام بشكل أفضل من خلال المزيد من الملاحظات. وهذا من شأنه أن يساعد في تفسير أجزاء الضوء التي تأتي من النجوم نفسها وتلك التي قد تطردها الثقوب السوداء عندما تلتهم المادة المحيطة بها.