الأعمال التاريخية دراما تلفظ أنفاسها الأخيرة

السياسي -وكالات

يعرّف بعض النقاد الفنيين أن أي عمل درامي هو تاريخي بالضرورة، فاللحظة المعاصرة هي لحظة تاريخية أيضاً، لكن ما إن جئنا لاستعراض الأعمال التاريخية التي تستمد مضمونها من معالجة أدبية لأحداث وشخصيات التاريخ، فتكاد تكون معدومة في الآونة الأخيرة.

وعلى الرغم من نعومة أداة الفن وسهولة تطويع آراء الجمهور لها، إلا أن شركات الإنتاج الدرامي لم تعد تستخدمها لنشر المعرفة التاريخية، مُكتفية بإنتاج أعمال درامية معاصرة تحاكي مشاكل المجتمع الحالية.

استبعاد التاريخ

ينتقد الكاتب والسيناريست السوري مروان ناصح شح الأعمال التاريخية في حديثه لـ 24 قائلاً: “يبدو أن شح الطلب الجماهيري لأعمال تاريخية، جعلها أعمالاً مُستبعدة عن السباق الدرامي الرمضاني”.

ويضيف ناصح أنه علينا الأخذ بعين الاعتبار التكلفة المادية الباهظة اللازمة لإنتاج عمل درامي تاريخي.
ويرى أن المشاهدين استعاضوا عن الأعمال التاريخية بالدراما الاجتماعية المعاصرة التي تعالج مشكلات واقعنا الحالي.
ويلفت ناصح أن الدراما التاريخية أخيراً، هي محاولات تأطير التاريخ في أعمال البيئة الشامية، مُعلقاً “هناك خلط بين طرح الكتاب والنقاد للدراما الشامية باعتبارها أعمالاً تاريخية”.

خلط المعالجة الفنية

ويضيف “الأعمال الشعبية ليست أعمالا تاريخية، التاريخ له قواعده ونماذجه وأساليب معالجته التي تختلف عن أساليب المعالجة في الأعمال الشامية”.

ويتطرق الناقد الدرامي السوري لأحد أهم الأعمال التاريخية في تسعينيات القرن المنصرم حمام القيشاني، الذي امتدت خيوطه الدرامية لأكثر من خمسة أجزاء، تتبعت التطور السياسي والثقافي والاجتماعي في سوريا من فترة الأربعينيات حتى السبعينيات”.
ويختتم ناصح حديثه لـ 24 موضحاً “على الرغم أن حمام القيشاني أحد أهم الأعمال التوثيقية المثمرة تاريخياً، وعلامة فارقة في الدراما السورية، لكن لا يمكن أن نتعامل مع أعمال البيئة الشامية على أنها دراما تاريخية”.

تابعنا عبر:

شاهد أيضاً