الأورومتوسطي: اجتياح رفح تصعيد لجريمة الإبادة الجماعية

السياسي – حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، من تداعيات إصدار جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الاثنين أوامر تهجير للنازحين الفلسطينيين في رفح أقصى جنوب قطاع غزة.

ونوه المرصد الحقوقي في بيان اليوم، إلى أن أوامر التهجير تلك “تمهيد على ما يبدو لبدء عملية عسكرية تمثل إعلانًا بإعدام أكثر من 1.2 مليون فلسطيني في رفح”.

وأكد أن الاحتلال بذلك يُصعد لجريمة الإبادة الجماعية المستمرة منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي.

وأنذر جيش الاحتلال، صباح اليوم، بإخلاء الأحياء الشرقية لمدينة رفح، لا سيما منطقة “الشوكة” وأحياء “السلام” و”الجنينة” و”البيوك”، عبر مناشير مكتوبة ورسائل نصية واتصالات هاتفية مسجلة باتجاه منطقة “المواصي” غربي مدينة خان يونس.

وبيّن الأورومتوسطي أن أوامر الإخلاء قد تطال أكثر من 200 ألف نسمة، وتشمل أيضًا مستشفى “أبو يوسف النجار”، وهو المستشفى المركزي في رفح، وكذلك معبري “رفح البري” و”كرم أبو سالم” التجاري.

وأضاف: “أوامر الإخلاء الجديدة رافقها التحذير من أن مدينة غزة وشمالها ما زالت منطقة قتال خطيرة، ومنع السكان الفلسطينيين من العودة شمال القطاع”.

ونوه المرصد الحقوقي إلى أنه وقبل أوامر الإخلاء الجديدة في رفح، وضع جيش الاحتلال أكثر من 246 كيلومترًا مربعًا، أي ما يعادل نحو 67% من مساحة قطاع غزة، تحت أوامر الإخلاء غير القانونية.

وأكد: “أوامر الإخلاء التي يصدرها الجيش الإسرائيلي قبل شن عمليات برية تحتوي على مجموعة من الأخطاء الجسيمة، بما في ذلك تقديم معلومات متناقضة وتسمية مناطق بشكل خاطئ، بما لا يوفر أي ملاذ آمن للمدنيين النازحين”.

وأكمل: “أي عملية عسكرية برية للجيش الإسرائيلي في رفح تهدد على نحو بالغ الخطورة بارتكاب مجازر مروعة ومذبحة لمئات آلاف المدنيين، لاسيما الأطفال والنساء، ووقف عمليات الإغاثة الإنسانية المنقذة للحياة في جميع قطاع غزة”.

ونبه الأورومتوسطي أنه بعد مرور 213 يومًا على جريمة الإبادة الجماعية المستمرة، تريد “إسرائيل” تنفيذ هجوم آخر واسع في مدينة رفح دون إيلاء اهتمام لمصير مئات آلاف السكان والنازحين الذين لجوا إليها منذ إعلانها منطقة آمنة من جيش الاحتلال.

واستطرد: “اقتحام مدينة رفح، بالنظر لأعداد النازحين، يُنذر بمذبحة كبرى، ويثير مخاوف جدية من سيناريو النزوح القسري والتهجير إلى خارج القطاع”.

واستدرك: “رفح تعد مركز عمليات الإغاثة الإنسانية ونقطة دخول الإمدادات الإنسانية المنقذة للحياة، وتخزن فيها العشرات من منظمات الإغاثة العاملة الإمدادات التي تقدمها للمدنيين في جميع أنحاء قطاع غزة”.

وجدد التحذير من أن اجتياح رفح “ينذر بتصعيد نهج التجويع بحق سكان القطاع وتفاقم انتشار الأمراض المتوقعة الناجمة عن العملية العسكرية”.

وشدد الأورومتوسطي على أن الهجوم البري الإسرائيلي الوشيك على رفح قد يمثل نقطة التصعيد الأكثر دموية بحق المدنيين الفلسطينيين، وسيؤدي إلى موجة أكبر من النزوح.

ولفت النظر إلى أن مستشفى أبو يوسف النجار في رفح، والذي يقع ضمن مناطق أوامر الإخلاء الإسرائيلية، واحد من 12 من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة لا تعمل إلا بشكل جزئي”.

وأشار إلى أن 6 مستشفيات ميدانية تعمل بكامل طاقتها، وتقع جميعها في جنوبي قطاع غزة، وما يزال 70% من مراكز الرعاية الصحية الأولية في جميع أنحاء غزة غير صالحة للخدمة.

وأبرز الأورومتوسطي أن التقديرات تفيد بوجود حوالي 600 ألف طفل في مدينة رفح، الغالبية العظمى منهم إما جرحى أو مرضى أو يعانون من سوء التغذية، “وسيكون مصيرهم مجهولًا ضمن مئات آلاف النازحين الذين فروا إلى أقصى نقطة في جنوب قطاع غزة”.

وطالب، المجتمع الدولي بوجوب الاضطلاع بالتزاماته القانونية الدولية بوقف جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها “إسرائيل” في قطاع غزة.

ودعا إلى تفعيل أدوات الضغط الحقيقية لإجبار الاحتلال على وقف هجومه العسكري وللامتثال لقواعد القانون الدولي ولقرارات محكمة العدل الدولية لحماية المدنيين الفلسطينيين.

شاهد أيضاً