الإبتزاز الإلكتروني هو أسلوب إجرامي يعتمد على استدراج الضحية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يقوم المبتز بجمع معلومات وصور وفيديوهات خاصة بالضحية، ومن ثم يهددها بنشر هذه المواد على منصات مختلفة إن لم تنفذ مطالبه. غالباً ما تكون هذه المطالب مالية، أو أحياناً غير أخلاقية. وتعد النساء من الفئات الأكثر تعرضاً للابتزاز الإلكتروني، حيث تشير الإحصاءات إلى أن 90% منهن واجهن محاولات ابتزاز، ويشمل هذا التهديد الشباب والمراهقين أيضاً.
التعرض للابتزاز يمكن أن يؤدي إلى تداعيات خطيرة على حياة الضحية الشخصية والأسرية، حيث قد يتجاوب البعض مع مطالب المبتز خوفاً من الفضيحة وتجنباً للضرر الأسري. وقد شهدت بعض الحالات تطوراً مؤلماً، حيث دفع الابتزاز بعض الضحايا إلى الانتحار، خاصة عندما يأتي التهديد من شخص قريب كصديق أو شريك أو حتى من أفراد الأسرة.
ومن الأمثلة الواقعية على الابتزاز، زوج قام بتصوير زوجته في أوضاع خاصة وهددها بنشر الصور في حال عدم تخليها عن حقوقها المالية عند الطلاق، أو شاب تعرف على مراهق عبر الإنترنت واستدرجه لالتقاط صور غير لائقة لنفسه، ثم بدأ بتهديده بطلبات غير أخلاقية.
للتصدي لهذا النوع من الجرائم، من الضروري اتخاذ مجموعة من الإجراءات الوقائية، منها:
عدم إرسال صور أو معلومات شخصية عبر الإنترنت، إلا في حالة التأكد التام من الطرف الآخر. الإبلاغ عن محاولات الابتزاز وعدم الخوف من التهديدات. التوعية بمخاطر القرصنة، خاصة عبر التطبيقات الأكثر عرضة للاختراق مثل “واتساب”. الحذر من الثقة المطلقة في الأشخاص، فقد يتحول الصديق إلى خصم في أي لحظة.
وأخيراً، في حال كان المبتز مجهول الهوية أو من دولة أخرى، تزداد صعوبة تعقبه وملاحقته، مما يجعل من الحيطة والوعي ضرورة للجميع، خاصة النساء والمراهقين والشباب.