الإسرائيليين يؤيدون عدوان تل أبيب في الدوحة

السياسي – اظهر استطلاع رأي أن أغلبية الإسرائيليين يؤيدون محاولة اغتيال قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الدوحة.
ومن المنتظر أن يجتمع الكابينت المصغّر، مساء اليوم، للتداول في نتائج وتبعات العملية الإجرامية التي قتلت مدنيين فلسطينيين وقطريين وانتهكت سيادة قطر، فيما تزعم مصادر إعلامية أن البيت الأبيض محبط منها، وسط توجيه اتهامات لنتنياهو بمحاولة تخريب المفاوضات من خلالها.
وطبقًا لاستطلاع أجرته القناة 12 العبرية، فإن 55% من الإسرائيليين قالوا إنه يجب القيام بهجمة داخل قطر، مقابل 28% قالوا إنه لم تكن هناك حاجة لها، فيما قال 17% إنهم لا يعرفون. ومع ذلك، يقول 49% من الإسرائيليين – حسب هذا الاستطلاع – إن الهجمة في الدوحة تلحق ضررًا بالاتصالات للإفراج عن الاسرى في غزة، مقابل 33% يزعمون أنها لن تؤثّر على مصيرهم سلبًا.
وتقول صحيفة “معاريف”إنه على خلفية محاولة اغتيال قادة “حماس” في قطر، والعملية في القدس، والحدث الأمني الصعب في جباليا، وبحسب استطلاعها الأسبوعي المنشورة نتائجه اليوم الجمعة بأن كتل الائتلاف ترتفع إلى 50 نائبًا في الكنيست، أي بزيادة مقعدين، مقابل 60 مقعدًا لكتل المعارضة (دون الأحزاب العربية، عشرة مقاعد).

والأهم في نتائج استطلاع “معاريف” أن 75% من الإسرائيليين يؤيدون عملية اغتيال قيادة “حماس” في قطر، وأن نصفهم يبررون العملية وتوقيتها أيضًا، بينما يقول 26% منهم إنهم يؤيدون العملية، ولكن ليس في هذا التوقيت، و11% فقط يعارضونها، و14% لا يعرفون. ويُستدل من استطلاع “معاريف” أيضًا أن الإسرائيليين منقسمون حيال سؤال تبعات الاعتداء في الدوحة على احتمالات التوصل إلى صفقة تبادل؛ إذ يرى 38% منهم أنها تمسّ بإمكانيات إحرازها، مقابل 37% يؤكدون أنها ستساعد في إنجازها، فيما يقول 25% إنهم لا يعرفون. وتلقي مثل هذه النتائج بظلالها السوداء، وتثير علامات استفهام حول المزاعم بأن أغلبية الإسرائيليين يريدون صفقة تبادل الآن توقف الحرب.

حقيقة موقف الإدارة الأمريكية
وفيما قال مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة إن قادة “حماس” كانوا الهدف الوحيد للهجوم في الدوحة، قالت مجلة “بوليتيكو” الأمريكية، اليوم، إن ترامب ومقربيه يشكّون بأن العدوان على الدوحة هدفه تخريب المفاوضات مع “حماس”، وإنهم محبطون من نتنياهو، الذي كلما اقتربت الأطراف من صفقة يقوم بتعطيلها. ويتقاطع رسم كاريكاتيري نُشر اليوم الجمعة مع هذه الحقيقة، إذ يُظهر نتنياهو متقدّمًا جنازة يرفع فيها مشيّعون تابوتًا كُتب عليه “الصفقة”.
وقبل ذلك قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إن ترامب أجرى محادثة هاتفية غاضبة مع نتنياهو عقب قصف الدوحة، وقال له إن قرار اغتيال قيادة “حماس” في قطر لم يكن حكيمًا.
ووسط الاتفاق على هوية ومكان الاستهداف مبدئيًا، تتواصل الانتقادات لمسألة التوقيت من قبل مراقبين إسرائيليين، كما يتجلّى في مقالات رأي كثيرة تُنشر اليوم الجمعة أيضًا.
ويعتقد عدد من هؤلاء المراقبين أن الإدارة الأمريكية كانت تعلم مسبقًا بالاعتداء الإسرائيلي، ويعتقد قسم منهم أن حكومة نتنياهو قد غرّرت مجددًا بترامب بالزعم أن قتل قيادة “حماس” سيخضعها وينهي الحرب، منوهين بأن التسريبات عن “غضب” البيت الأبيض ليست سوى علاقات عامة نتيجة الحرج الذي تسببت به للولايات المتحدة. وهذا الأمر جزء من حسابات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في رفضها المسبق للعملية، كما يؤكد المحلل البارز في صحيفة هآرتس يوسي فرطر، اليوم.