الاحتلال يزعم عدم صلته بالمقابر الجماعية في غزة

السياسي – زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، عدم صحة العثور على مقابر جماعية أو ارتكابه إعدامات ميدانية في مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.

واعترف جيش الاحتلال أنه «استخرج بالفعل جثثا في محاولة للعثور على المحتجزين الإسرائيليين في القطاع».

وجاء في بيان الاحتلال: «الادعاء بأن الجيش الإسرائيلي دفن جثث فلسطينيين لا أساس له من الصحة»، مدعيا أن قواته أعادت الجثث إلى مكان دفنها بعد فحصها.

وأضاف زاعما: «جرت عملية الفحص بعناية وبشكل حصري في مواقع أشارت المخابرات إلى احتمال وجود محتجزين فيها. وتم الفحص بطريقة لائقة تحفظ كرامة الموتى».

وسحبت إسرائيل فجأة معظم قواتها البرية من جنوب قطاع غزة هذا الشهر بعد بعض من أعنف المعارك في الحرب المستمرة منذ 7 أشهر. وبدأ السكان في العودة إلى منازلهم في خان يونس، ثاني أكبر مدينة في القطاع، بأحياء لم يكن من الممكن الوصول إليها في السابق، حيث وجدوا منازل تحولت إلى أنقاض وجثثا متناثرة في الشوارع.

وقال إسماعيل الثوابتة المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن إسرائيل نفذت عمليات إعدام في المستشفى والتغطية على الجرائم من خلال دفن الجثث بالجرافات. وتنفي إسرائيل بشدة أنها نفذت عمليات إعدام.

فتح تحقيق

ودعا مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، إلى إجراء تحقيق دولي في المقابر الجماعية المكتشفة في مجمعي الشفاء وناصر.

وقال المفوض السامي إنه شعر بالرعب إزاء تدمير مجمعي الناصر والشفاء الطبيين، وما ورد عن اكتشاف مقابر جماعية في هذه المواقع وما حولها. ودعا إلى إجراء تحقيقات مستقلة وفعالة وشفافة في الوفيات.

وأضاف: «نظراً لمناخ الإفلات من العقاب السائد، ينبغي أن يشمل ذلك محققين دوليين. يحق للمستشفيات الحصول على حماية خاصة جداً بموجب القانون الدولي الإنساني. والقتل المتعمد للمدنيين والمحتجزين وغيرهم من العاجزين عن القتال يعد جريمة حرب».

وتابع أن المعاناة التي لا توصف الناجمة عن القتال، إلى جانب ما نتج عنه من البؤس والدمار والمجاعة والمرض وخطر نشوب صراع أوسع، يجب أن تنتهي بشكل قاطع.

وكرر دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن المحتجزين والمعتقلين تعسفياً، وتدفق المساعدات الإنسانية دون قيود.

وكانت مستشفى الشفاء في مدينة غزة، إحدى مسارح العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وقال إسماعيل الثوابتة مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن القوات الإسرائيلية قتلت 400 فلسطيني في منطقة مستشفى الشفاء، من بينهم طبيبة وابنها الطبيب أيضا، وأخرجت المنشأة الطبية عن العمل.

انتشال الجثامين

وتواصل طواقم الدفاع المدني والإسعاف انتشال جثامين الشهداء من مجمعي الشفاء وناصر.

ففي مجمع ناصر، انتشلت طواقم الإنقاذ والإسعاف، اليوم الثلاثاء، جثامين 310 شهداء من مقابر جماعية في المستشفى.

وأكدت مصادر أن العدد الأكبر من الشهداء من ضحايا المقابر الجماعية، من النساء والأطفال، إذ تتعمد قوات الاحتلال جرف عشرات الجثامين ودفنها قبل انسحابها من أي منطقة في القطاع.

وأشارت المصادر إلى وجود مئات المفقودين في مجزرة خان يونس، واختفاء نحو 2000 مواطن بعد انسحاب قوات الاحتلال من مناطق عدة في القطاع.

وقبل أيام، قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، سلامة معروف، إنه بعد عدة أيام من عمل الطواقم الحكومية المختصة بحثا عن جثامين الشهداء التي أخفاها جيش الاحتلال استطاعت الطواقم انتشال 30 شهيدا مدفونين بمقبرتين إحداها أمام قسم الطوارئ والأخرى أمام قسم الكلى في مجمع الشفاء.

وأضاف: «جرى التعرف وتحديد جثمان 12 شهيدا، فيما لم يتم التعرف على البقية، علما أن جيش الاحتلال تعمد اخفائها ودفنها عميقا بالرمال وإلقاء النفايات عليها، وقد وجدت بعض الجثامين لنساء ومسنين وأيضا لجرحى، فيما تم تكبيل أيدي بعضها وتجريدهم من ملابسهم، ما يشير إلى إعدامها بدم بارد».

ولفت إلى أن مصير نحو ألف شخص من المواطنين والكوادر الطبية والصحفيين الذين كانوا يتواجدون بالمجمع لحظة اقتحامه من جيش الاحتلال لا زال مجهولا، ولا يعرف مصيرهم إذا ما تم اعتقالهم أو قتلهم وإخفاء جثامينهم في أماكن أخرى.

وفي حصيلة غير نهائية، ارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة إلى 34183، والإصابات إلى 77143 منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

دمار كامل

وكان ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين، دومينيك آلان، قد وصف الوضع في القطاع بأنه جحيم إنساني بعد 6 أشهر ونصف من الهجمات على الرعاية الصحية بالمستشفيات المنهكة شمال ووسط وجنوب غزة، وذلك بعد عودته من مهمة إلى غزة استغرقت 10 أيام في القطاع.

وقال عبر الفيديو من القدس إلى الصحفيين بمقر الأمم المتحدة في جنيف، يوم الجمعة الماضي، إن مستشفى الشفاء، الذي كان أكبر مستشفيات غزة، فقد عمه الخراب.

وتابع آلان: «عند زيارتنا لمستشفى ناصر، كان علينا أن نتوخى الحذر- مع خدمة إزالة الألغام- ونحن نسير عبر مدخل المستشفى بسبب الذخائر غير المنفجرة».

وأضاف أنه لم يكد يتعرف على المكان الذي زاره قبل شهرين بسبب حجم الدمار.

شاهد أيضاً