السياسي – ما زالت دولة الاحتلال مصابة بالدهشة والقلق من تصاعد المواقف الأوروبية المناهضة لها، وآخرها الاعترافات بالدولة الفلسطينية، بزعم أنها تشكل مكافأة لحماس، مما يضيق الخناق أكثر على الاحتلال في العواصم الأوروبية.
أوري فيرتمان الباحث بجامعة جنوب ويلز بالمملكة المتحدة، وباحث في مركز “إسرائيل” للاستراتيجية العالمية (ICGS)، ذكر أن “القادة الأوروبيين يُظهِرون مزيدا من الانقطاع عن الفهم الأساسي للشرق الأوسط، بجانب جهودهم المستمرة لاسترضاء المتطرفين هناك، وهو ما يتضح من كلمات رئيس الوزراء البريطاني وزعيم حزب العمال اليساري، كير ستارمر، الذي أوضح سبب الاعتراف بالدولة الفلسطينية، باعتبارها خطوة حيوية نحو المصالحة والتطبيع في الشرق الأوسط، ويشكل رفضًا للعناصر المتطرفة التي لا تريد السلام”.
وأضاف في مقال نشرته صحيفة “إسرائيل اليوم”، أن “دعوات أحزاب المعارضة في بريطانيا من الإصلاح والمحافظين، التي زعمت أن الاعتراف بدولة فلسطينية في هذا الوقت يشكل مكافأة لحماس، ردّ عليها ستارمر بالقول إن هذه الخطوة عكس رؤية حماس تمامًا، حتى أنه تعهد بأن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، وتخضع للإصلاحات، وأن حماس لن تكون جزءًا من حكومة مستقبلية هناك”.
وأوضح أنه “رغم موقف ستارمر الحازم من حماس، وهو يعكس رأيًا واسع الانتشار بين القادة الأوروبيين، الذين ينتمون للجانب اليساري من الطيف السياسي، فمن المهم ملاحظة أن الشعب الفلسطيني يؤمن بشكل مختلف، ففي آيار/ مايو 2025، أجرى المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية (PCPSR) استطلاعا للرأي العام في الضفة الغربية وقطاع غزة أظهر بوضوح أن الجمهور الفلسطيني يريد رؤية حماس في السلطة والانتخابات الرئاسية، وتوقع بأن يفوز مرشح حماس بأغلبية كبيرة، وكذلك في المجلس التشريعي”.
وزعم أن “النتائج الإضافية في الاستطلاع المذكور تؤكد الادعاء بأن غالبية الشعب الفلسطيني مهتمة بتدمير إسرائيل، ويبررون هجوم السابع من أكتوبر، ويعارضون حل الدولتين، ويعتقدون أن الكفاح المسلح هو الطريق الصحيح ضد الاحتلال، مقارنة بأقلية تعتقد أن الخيار يجب أن يكون على طاولة المفاوضات، كما تعارض أغلبية الفلسطينيين نزع سلاح حماس مقابل إنهاء الحرب”.
وأشار إلى أن “هذه النتائج تُظهر بوضوح وجود فجوة تامة بين السذاجة الأوروبية والرأي العام الفلسطيني، ولذلك لن أتفاجأ إذا كانت كلمات ستارمر، الذي أعلن أنه لن يُسمح لأي حزب بالترشح في الانتخابات الفلسطينية ما لم يتبنَّ مبدأ السياسة اللاعنفية، تُشير إلى تبرئة حماس مستقبلًا، ووفقًا لهذا التعريف، إذا ادعت حماس موافقتها على دولة فلسطينية ضمن حدود عام 1967 دون إنهاء الصراع، كما سبق أن ذكر خالد مشعل في ،وثيقة المبادئ والسياسة العامة، لعام 2017، فسيظل من المتوقع من اليسار الأوروبي أن يدّعي أنها منظمة شرعية تُمثل الشعب الفلسطيني، وعلى إسرائيل التفاوض معها”.
وتشير هذه القراءة الاسرائيلية الى اتساع الفجوة مع المواقف الأوروبية تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي باستمرار، مما يعني فقدان الاحتلال لفضاء سياسي واسع استمر عقودا طويلة في القارة الأوروبية التي شكلت لها دعما سياسيا وإسنادا عسكريا، وبلا حدود.