مؤمن ٌجدا أن الأخطاء الطبية واردة في كل دول العالم باعتبار أن الطب مهنة وسِمة أنسانية لا تجارة وسمسرّة وتسليب متفق عليه ما بين ثلاثيّة الطبيب والصيدلي والمحلل عند (البعض)، وقطعاً تلك الاخطاء الطبية لا علاقة لها بالاهمال الذي يُعتبر صاحبه مجرماً بلا سلاح، مع انهُ في بلادنا يفترض من لم يخيفه القانون، يعلم جيداً ان الله له بالمرصاد.
تشهد محافظة ذي قار، وبالتحديد في مدينة الناصرية، انتشارًا واسعًا للأطباء الذين تتنوع خبراتهم ومؤهلاتهم، حيث نجد أطباء قدامى وآخرين جدد. وفي شارع الحبوبي الشهير، تضيء آلاف القطع الضوئية الملونة التي تعلن عن أطباء حصلوا على شهاداتهم من دول مرموقة مثل لندن والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها. ولكن، رغم هذه الشهادات الرفيعة، يفتقر الكثير من هؤلاء الأطباء إلى الخبرة الكافية، ما أدى إلى وقوع العديد من الأخطاء الطبية التي أثرت على حياة المرضى بشكل مباشر.
وتتعدد الأمثلة على تلك الأخطاء، حيث دخل العديد من المواطنين المستشفيات لإجراء فحوصات بسيطة أو عمليات جراحية صغرى، إلا أن بعضهم خرج منها جثة هامدة بسبب أخطاء طبية قد تكون ناجمة عن قلة الخبرة أو الإهمال. وما يحدث في مدينة سوق الشيوخ، التي تبعد حوالي 30 كيلومتراً جنوب الناصرية، يعكس وضعاً أكثر تدهوراً. إذ تتطلب أبسط الحالات الصحية تكاليف ضخمة، مما يعني أن المرض قد يكلف المريض ما لا يقل عن مليون دينار عراقي اي ضعف ما قد يحصل المواطن من اجر وهو بكامل صحته، تخيلوا!.
بالإضافة إلى ذلك، هناك مشكلة أخرى تتمثل في تعامل بعض الأطباء مع صيدليات محددة، حيث لا يقبل الطبيب صرف الأدوية إلا من صيدلية معينة، وهو ما يثير تساؤلات حول العلاقة بين الأطباء وأصحاب الصيدليات وكذلك مختبرات التحليل، وهو ما اكدهُ أحد المواطنين في مدينة سوق الشيوخ بأنه راجع طبيب عيون مؤخراً، وبعد المعاينة وصف له قطرة للعين من صيدلية محددة وحينما استخدمها أصيب بالتهاب شديد، وأصبح بالكاد يرى بها.
يطرح هذا الواقع المقلق تساؤلات جدية حول مدى فعالية الرقابة على القطاع الصحي في العراق، وخاصة في المناطق الجنوبية. هل هناك رقابة حكومية أو إجراءات قانونية صارمة لمحاسبة الأطباء الذين يرتكبون الأخطاء الطبية؟ طيب ألّا يتطلب الامر اعادة النظر بقبولات الجامعات المسائية والاهلية التي تبلغ اقساطها “دفاتر” فلوس وتلاعب بارواح الناس، وماذا بشأن الرقابة على بعض الاطباء من ذوي النفوس الجشعة والعقول التي ترى نفسها أرقى مستوى بالادمية من بقية البشر.
المواطنون في ذي قار وسوق الشيوخ يحتاجون إلى نظام صحي أكثر شفافية وعدالة ومتابعة، حيث يكون هناك محاسبة للأطباء غير المؤهلين وحماية للمرضى من استغلالهم نادياً واباحة تعرضهم لأخطاء طبية قد تكلفهم حياتهم وفلذات اكبادهم.