تواصل الأجهزة الأمنية الفلسطينية حملتها في جنين لليوم الثامن على التوالي، وسط هدوء نسبي للاشتباكات المسلحة آخر 24 ساعة، مع استمرار الإضراب التجاري لليوم الثالث في جنين، احتجاجاً على مجريات الأمور، مع دعوات من داخل مخيم جنين لعدم فتح المحال التجارية، أو دفن ضحايا الأحداث الذين سقطوا منذ بدء العملية الأمنية في جنين، إلا بعد وقفها.
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، قال إن الوضع في مخيم جنين بلغ “مرحلة لا يمكن السكوت عنها”، وشدد على أهمية فرض الأمن والنظام، باعتبارهما أولوية وطنية.
وتنتشر الأجهزة الأمنية على كافة مداخل مخيم جنين، وما زالت متواجدة حتى الآن في كافة النقاط التي تمركزت بها منذ بدء الأحداث، ويؤكد الأمن الفلسطيني يقول إن المسلحين في جنين خارجون عن القانون وبأنه يسعى لضبط حالة الفلتان الأمني، فيما يدعي المسلحين إنهم موجودين لقتال الاحتلال الإسرائيلي وانهم اذرع مقاومة
واعتبر محللون ان ما يحدث من المسلحين في جنين “من استعراض بالسلاح داخل المخيم، تكرار لسيناريو الفلتان الأمني في غزة، الذي تبعه عصيان ثم انقلاب”، في إشارة إلى سيطرة حماس على الحكم في القطاع عام 2007.
الناطق الرسمي باسم قوى الأمن الفلسطيني العميد أنور رجب قال : “ما يجري على أرض الواقع وفي الحقيقة ليس اشتباكات بين الأجهزة الأمنية والمقاومة وكتيبة جنين، وإنما ما يجري هو ملاحقة لعدد من الخارجين عن القانون الذين استباحوا مخيم جنين تحت أسماء وعناوين خادعة ومضللة تتنافى مع واقع سلوكهم على الأرض، فهم يقومون بزراعة العبوات بالشوارع وقرب المدارس والمشافي”.
وفي طولكرم، أفاد موقع صدى نيوز بأن مسلحين حاولوا الاستيلاء صباح اليوم الاثنين على مركبة حكومية تابعة لهيئة تسوية الأراضي كان يستقلها أحد الموظفين، عند مدخل مخيم نور شمس شرق طولكرم، ولكن عناصر من حركة فتح واللجان الشعبية في المخيم، منعوهم من ذلك.
وكانت شرارة البداية التي أوصلت الأمور لما هي عليها في جنين اليوم، استيلاء مسلحين على مركبتين حكوميتين واحدة لوزارة الزراعة وأخرى للارتباط العسكري، مع إطلاق نار استهدف بعض مقرات الأجهزة الأمنية في جنين ومقر المقاطعة، وحرق قسم الطوارئ في مستشفى جنين الحكومي.
ويستمر التوتر في طولكرم احتجاجا على مجريات الأمور في جنين، وبين الحين والآخر يطلق مسلحون النار على بعض مقرات الأجهزة الأمنية هناك مع إغلاق للطرقات.