البابا فرنسيس.. أبو الفقراء ورمز «الأخوة الإنسانية»

علي الزوهري

رحل البابا فرنسيس.. أبو الفقراء ورجل الأخوة الإنسانية كما يلقب، منذ انتخابه عام 2013، كسر الصورة النمطية للبابا بأسلوبه الذي قربه من عامة الناس.

حيث إنه كان رافضاً لكثير من الكماليات الفاخرة، وكان ذا بعد اجتماعي، كسر الحواجز التقليدية وأعاد تشكيل دور الكنيسة، ليكون نصيراً وصوتاً للمهمشين ومدافعاً عن حقوق المهاجرين واصفاً استبعادهم بأنه جريمة، وحث الكنيسة دائماً على تقديم الملاذ الآمن للاجئين.

إن مناصرة البابا فرنسيس للفقراء ودعواته لتحسين العلاقات بين الأديان وتركيزه على حماية قضايا البيئة، أمور جعلته شعاع أمل وصوت من لا صوت له، في سبيل الحفاظ على سلامة البشر ومحاربة الصراعات وتوحيد قلوبهم.

ومن الأحداث المهمة والتاريخية، توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية مع فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، في العاصمة أبوظبي، مُعلناً أن «الاختلاف الديني لا يبرر الكراهية، وأن العالم يجب أن يعيش بسلام وتسامح وتعايش».

لم يكن البابا فرنسيس زعيماً دينياً فحسب، بل مهندس التحول الاستراتيجي للكنيسة الكاثوليكية، في محاولاته الدائمة بموازنة التقاليد مع الحداثة، وجسراً ممتداً للإصلاح وفي مناداته الدائمة لأن يحل السلام مكان الحرب.

لقد نذر البابا فرنسيس نفسه للعمل على تعزيز مبادئ التعايش السلمي في العالم، ونشر كلماته ورسائله التي تدعو إلى السلام، وإحساسه بأن المساواة والعدالة الاجتماعية هي من حقوق البشر ويجب أن ينعموا بها ليكونوا مجتمعين تحت مظلة السلام.

وبذلك أصبح رمزاً إنسانياً للعالم ككل. وكانت زياراته النوعية للدول الإسلامية كمصر والإمارات والعراق، مرحلة مهمة في حياته في سبيل الدعوة إلى الحوار بين الأديان والتسامح والتعايش السلمي.

لا شك أن رحيل البابا فرنسيس سيكون له أثر كبير على المجتمعات، وسيظلُ العالم يتذكره ويتذكر أن رسالته إلى السلام ليست مجرد شعارات رنانة، بل أفعال ومبادرات تبدأ باحترام كرامة كل إنسان.

عن الاتحاد الظبيانية