أكد سليم البرديني، الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية، أن الجبهة حذرت مرارًا وتكرارًا من أن أطماع الاحتلال الصهيوني لا تقتصر على الأراضي الفلسطينية، بل تمتد لتشمل دولًا عربية أخرى. ويظهر ذلك بوضوح في الخرائط التي تروج لها حسابات رسمية إسرائيلية لما يُسمى بـ”إسرائيل الكبرى”، والتي تضم أجزاءً من فلسطين المحتلة والأردن ولبنان وسوريا، في استهداف مباشر لسيادة الأمة العربية وحقوقها.
وأشار البرديني إلى أن مخططات الاحتلال المستمرة لضم الضفة الغربية، من خلال تكثيف الاستيطان وسلب الأراضي وتهجير السكان، ليست سوى جزء من مشروع أكبر يهدف إلى القضاء على أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، بينما تستمر حرب الإبادة في قطاع غزة باستخدام أقسى أنواع القتل والتدمير الممنهج.
وأوضح أن هذه الجرائم، التي تُرتكب أمام أعين العالم، لم تجد أي رد فعل حازم من المجتمع الدولي، رغم تقارير الوكالات الأممية التي توثق حجم الكارثة، وآراء محكمة العدل الدولية، ومذكرات الاعتقال الصادرة بحق قادة الاحتلال من المحكمة الجنائية الدولية. هذا الصمت يشجع الاحتلال، بدعم أمريكي مطلق، على مواصلة انتهاكاته دون رادع، في محاولة لفرض نظام عالمي جديد قائم على الهيمنة المطلقة.
وشدد البرديني على أن المعركة لم تعد مصلحة هذا الفصيل أو ذاك الحزب، بل أصبحت معركة مصيرية لشعبنا الفلسطيني بأسره، تهدد وجوده وبقاءه وهويته الوطنية. وأكد أن المشروع الوطني الفلسطيني بات في خطر حقيقي يستدعي وقفة جادة وموحدة من كافة القوى والفصائل الفلسطينية لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية.
وأضاف: “إن بقاءنا كشعب ومشروعنا الوطني مرهون بوحدتنا الداخلية، وإدراكنا أن التصدي لهذا الاحتلال ومستوطنيه يستدعي تجاوز كل الخلافات والعمل ضمن رؤية وطنية شاملة. وحدتنا هي السلاح الأقوى في مواجهة مخططات الاحتلال، وهي الرسالة التي يجب أن تصل للعالم بأن شعبنا سيظل صامدًا ومتمسكًا بحقه في الحرية والاستقلال.”
كما دعا البرديني الأمة العربية إلى تجاوز حالة التشرذم والتخاذل، مؤكدًا أن مسارات التطبيع واللهاث وراء إملاءات الولايات المتحدة لن تزيد الأمة إلا ضعفًا، وأن الخيار الوحيد لمواجهة المشروع الاستعماري الصهيوني هو وحدة الموقف العربي في التصدي لهذا الخطر السرطاني الذي يهدد الأمة بأكملها.
الجبهة العربية الفلسطينية
