البيت الأبيض ورئيسه الجديد لا يعملون لدى نتنياهو وحكومته.. قال أحد أعضاء الوفد الإسرائيلي المرافق لنتنياهو في زيارته الخاطفة للبيت الأبيض بطلب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ويذكر أن الرئيس الأميركي دعا نتنياهو على وجه السرعة خلال زيارة الأخير لهنغاريا ولم يكن نتنياهو يعلم لماذا هذه السرعة إلا أنه مرغما أخاك لا بطل غادر بودابست متوجها لواشنطن متجنبا التحليق في أجواء بعض الدول التي قد تعتقله بسبب قرار الجنائية الدولية.
للخروج من المفاجأة وعدم وضوح نية تترامى تحدث نتنياهو باعتزاز أنه الزعيم الأول الذي سيلتقي ترامب لجهة الرسوم الجمركية، إذ اعتقد نتنياهو ومعاونوه أنهم يستطيعون إلغاء رسوم الـ17 بالمئة التي فرضها ترامب على إسرائيل. ويذكر أن إيوائية كانت أعلنت إلغاء الرسوم الجمركية عن البضائع الأميركية يوماً واحداً قبل قرار ترامب التاريخيّ بفرض رسوم على غالبية دول العالم الصديقة قبل الأخرى.
مصدر كبير قال لي إن اللقاء كان صعبا وكان محرجا لنتنياهو وفريقه، وأشار إلى أن دونالد ترامب قرر إلغاء المؤتمر الصحفي، وأنه لم يتوافق مع نتنياهو على أي من الملفات التي بحثت بين الجانبين في اللقاءات مع الطواقم وفي اللقاء الثنائي، وأشار المصدر إلى أن ترامب طلب من نتنياهو إنهاء حرب غزة قبل زيارته للسعودية، وطلب منه تعهدا للتسوية مع الفلسطينيين قبل التفاوض مع المملكة السعودية على التطبيع والاتفاق الأمني، وأيضاً طلب منه توازن الميزان التجاري بين البلدين قبل تخفيض الرسوم الجمركية.
وفي الشأن الإيراني يقول المصدر إن الولايات المتحدة مصرة على التوصل لاتفاق مع إيران مهما كلف الأمر، وأن الخيار العسكري غير مطروح في هذه المرحلة، وأن ترامب قال لنتنياهو إنه غير معني بضرب المنشآت النووية الإيرانية حتى إذا لم يتوصلوا لاتفاق على كل النقاط، وطلب ترامب من نتنياهو ألا يتحرش بإيران في مرحلة المفاوضات، وحذره من مغبة أي عمل قد يؤدي لانهيار هذه المباحثات.
إلى ذلك أشار المسؤول إلى أن الرئيس الأميركي أكد لنتنياهو أن مسألة سوريا ستكون تحت إشرافه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأنه يرى أن على إسرائيل الإسراع في التفاهم مع تركيا حول النفوذ في سوريا، وأن الولايات المتحدة ترى أنه يجب منح القيادة السورية الجديدة فرصة تحت رعاية تركيا ودول الخليج للنهوض بسوريا معتدلة ضمن محور الدول المعتدلة في المنطقة.
في قراءات مختلفة لزيارة نتنياهو الأخيرة لواشنطن إسرائيليا وعربيا يمكن القول إن نتنياهو عاد من واشنطن على غير العادة بخفي حنين، وإن هذه الزيارة يبدو أنها كانت لتحجيم نتنياهو أميركيا والذي عاد من الزيارة الأولى مزهوا وعاد للعمليات العسكرية في غزة ولبنان وسوريا، وتشير التقديرات من محيط نتنياهو إلى أن هامش التحرك العسكري الإسرائيلي في المنطقة بدأ يتقلص، وأن الرئيس الأميركي يستطيع أن يفرض على نتنياهو بعض القرارات التي قد تؤدي بالتالي إلى انهيار حكومته، وأن الولايات المتحدة لا تكترث لذلك وتريد مكاسب، وتريد أن يقدم نتنياهو لترامي أوراق تفيده في تعامله ومفاوضاته مع دول المنطقة وخاصة مع المملكة العربية السعودية التي سيزورها ترامب بعد منتصف مايو أيار القادم.
هذا وتشير التقارير في إسرائيل إلى أن نتنياهو تعهد بالرد على ترامب قبل زيارته للمنطقة، وهو الآن يفكر كيف يمكن التملص من الاستحقاقات أو التعهدات، علما أن الإدارة الأميركية الجديدة ليست كالسابقة، وقد تفرض حلولا على إسرائيل لا تروق لها ولا لحكومتها اليمينية.
العربية نت