التاريخ لن يغفر لواشنطن دعمها الحرب البربرية في غزة

السياسي – أبرز موقع The Intercept الأمريكي أنه في حين واصلت دولة الاحتلال الإسرائيلي حصارها الذي استمر شهرا للمساعدات الإنسانية إلى غزة وقصف القطاع بالقنابل الأميركية، صوت مجلس الشيوخ في واشنطن يوم الخميس ضد قرارين من السيناتور المستقل بيرني ساندرز، لمنع بيع عشرات الآلاف من القنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل وغيرها من الأسلحة الهجومية إلى دولة الاحتلال.

وبحسب الموقع تُعدّ هذه القرارات المرة الثانية منذ نوفمبر التي يُجبر فيها ساندرز على التصويت على مبيعات الأسلحة. ومرة ​​أخرى، كشفت عن انقسام عميق بين الديمقراطيين ودعم جمهوري شامل لإسرائيل.

وقد صوّت مجلس الشيوخ بأغلبية 15 صوتًا مقابل 82 على القرار الأول، المتعلق بالقنابل التي تزن 2000 رطل، حيث صوّت جميع الجمهوريين الحاضرين ضده، إلى جانب معظم الديمقراطيين. وانضم إلى ساندرز 14 ديمقراطيًا.

أما القرار الثاني، الذي ركّز على أسلحة أخرى، فكانت نتائجه أسوأ، إذ رُفض بنتيجة ١٥-٨٣. وقد عارضت إدارة ترامب هذه القرارات رسميًا، إلى جانب لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك).

-“التاريخ لن يغفر لنا”

في خطاب ألقاه أمام الكونغرس، أدان ساندرز لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (AIPAC) بسبب إنفاقها الضخم على انتخابات العام الماضي للتغطية على مواصلة الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل.

وقال ساندرز: “إذا كنتَ جمهوريًا، وصوّتتَ ضد إدارة ترامب-ماسك بطريقة أو بأخرى، فعليكَ أن تنظر خلفك وتخشى أن تتلقى اتصالًا من إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم. أما إذا كنتَ ديمقراطيًا، فعليكَ أن تقلق بشأن المليارديرات الذين يمولون لجنة (AIPAC)”.

ووصف ساندرز قراراته بأنها فرصة لوقف تصدير الأسلحة التي تساعد على ما أسماه “البربرية” في غزة، قائلا “التاريخ لن يغفر لنا هذا. لقد آن الأوان لنقول لحكومة نتنياهو إننا لن نزودهم بمزيد من أسلحة الدمار”.

وقد جاءت هذه التحركات بعد أربعة أشهر فقط من محاولة ساندرز السابقة غير الناجحة لمنع مبيعات الأسلحة لإسرائيل، ولكن على خلفية جيوسياسية مختلفة تماما.

فمنذ نوفمبر/تشرين الثاني، توصلت (إسرائيل) إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة ثم انقلبت عليه. وتولى دونالد ترامب رئاسة البيت الأبيض خلفًا لجو بايدن، مروجًا في الوقت نفسه لدعمه للتطهير العرقي في غزة. وتولت الأغلبية الجمهورية السيطرة على مجلس الشيوخ.

ولم تكن فرص نجاح قرارات ساندرز كبيرة في أي من المرتين، لكنه اعتبرها بمثابة اختبار لضمير مجلس الشيوخ.

ومن بين القرارات المطروحة للتصويت يوم الخميس، كان من شأنه منع بيع أكثر من 35 ألف قنبلة تزن 2000 رطل، والتي تعرضت لانتقادات واسعة النطاق من جانب جماعات العمل الإنساني بسبب الدمار العشوائي الذي تسببه في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان مثل قطاع غزة.

وكان القرار الآخر يستهدف بيع آلاف القنابل ذات القطر الأصغر ــ ولكنها لا تزال قوية ــ وآلاف من أدوات توجيه القنابل والصمامات.

-كارثة إنسانية أعمق

قال ساندرز إن الوضع في غزة الآن أسوأ مما كان عليه خلال إدارة بايدن، التي انتقدتها الجماعات الإنسانية بسبب محاولاتها الفاترة للضغط على دولة الاحتلال.

وأضاف أن “ما يحدث الآن أمرٌ لا يُصدّق. مرّ اليوم 31 يومًا دون وصول أي مساعدات إنسانية إلى غزة. هذا انتهاكٌ واضحٌ لاتفاقية جنيف، وقانون المساعدات الخارجية، وأبسط قواعد الكرامة الإنسانية. إنها جريمة حرب. لا يُجوّع الأطفال، وهذا يدفع الأمور نحو كارثةٍ أعمق”.

وكان منتقدو الحرب الإسرائيلية في الكونغرس يأملون أن تُمهّد القرارات السابقة في نوفمبر، وإن كان من غير المرجح أن تنجح، الطريقَ لعمليةٍ أطول لحشد الدعم للفلسطينيين في الكونغرس. إلا أن قرارات ساندرز يوم الخميس نالت أربعة أصوات أقل من أفضل أداءٍ له في نوفمبر.

وفي استباقٍ واضحٍ لمخاوف الديمقراطيين الانتخابية، انتقد ساندرز خلال خطابه دور المال في السياسة وتأثير لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (AIPAC)، التي أنفقت 389 مليون دولار على انتخابات الكونغرس العام الماضي. وكانت هذه اللجنة قد حثّت أعضاءها في رسالةٍ قبل التصويت على معارضة قرارات ساندرز “الخطيرة”.

وأعربت مجموعة منتقدة لإسرائيل، وهي معهد مشروع فهم سياسات الشرق الأوسط، عن خيبة أملها بعد التصويت في الكونغرس.

وصرحت مارغريت ديريوس، المديرة التنفيذية للمجموعة، في بيان: “بأن نسبة تأييد الديمقراطيين في الكونجرس هي الأدنى منذ عقود، وكان تصويت اليوم دليلاً آخر على سبب فقدانهم ثقة ناخبيهم والشعب الأمريكي”.