فلسطين، الأرض التي نقش التاريخ على ترابها أقدام الأنبياء والشهداء، لم تعرف الاستسلام قط. منذ أول شعاع للفجر، وهي تهب نفسها للأحرار، تحمل في جوفها قصص النضال والصمود، حكايات الأجداد الذين لم يبيعوا أرضهم ولا ذاكرتهم، وأبناء اليوم الذين يزرعون الأمل في قلب المعاناة.
هنا، على هذا التراب المقدس، تتلاقى الدماء مع الأرض، ويصنع الصبر مع الكرامة حكاية أمة لا تنحني.
– النضال يسري في دماء الرجال.. الماجد أنموذجاً
التاريخ الحقيقي لا يُخط بأقلام مرتجفة، ولا يُخلّد عند من يختبئ خلف الجدران أو يبيع مبادئه لمن يدفع أكثر. التاريخ يُكتب بالدماء، ويُنقش على صدور الرجال الذين يزرعون حرية شعوبهم في ميادين الألم والملاحقة.
اللواء ماجد فرج رجل من صُلب النضال، من سلالة الشهداء والمناضلين. بدأ رحلته مطارداً وأسيراً، حاملاً إرث والده الشهيد لقمة العيش، وشقيقه الشهيد أمجد الذي قضى سنوات عمره بين القضبان حتى رحل محملاً بالأمراض والجراح.
– قريب من شعبه.. حارس للانتماء الوطني
ما يميّز القائد ماجد فرج ليس موقعه القيادي فحسب، بل قربه من أبناء شعبه، وإيمانه بأن الأمن يُبنى على الثقة المتبادلة، وبشعور المواطن أن مؤسسات وطنه تحرسه لا تراقبه، وتحميه لا تقمعه.
لقد جعل من رجل الأمن الفلسطيني صورة مغايرة؛ صورة إنسان يحمل في قلبه روح الوطن، ويمارس انتماءه بصدق ومسؤولية.
سعى إلى بناء مؤسسة أمنية راسخة تستمد قوتها من ولائها للشعب أولاً، وتعمل على تحقيق الأمن الحقيقي لا الأمن الموهوم؛ الأمن الذي يحفظ الكرامة قبل أن يحفظ الشوارع، ويصون الحقوق قبل أن يرفع الشعارات. ومن خلال إشرافه ورؤيته، زرع في صفوف الأمن الفلسطيني بذور الانتماء العميق، وعزز في وجدانهم أن الوطنية ليست شعاراً يُرفع في المناسبات، بل عهدٌ يومي يُترجم بحماية الأرواح والذود عن الأرض.
لقد أدرك أن الجيش الحقيقي هو من يرى نفسه ابناً للوطن قبل أن يكون موظفاً في جهاز، وأن الضابط الصادق هو من يضع كرامة الناس في صدارة واجباته قبل أن ينفذ أي قرار. هكذا صنع معادلة أمن لا تتعارض مع الحرية، بل تحرسها، ولا تصطدم مع الشعب، بل تنبض معه.
– اللواء ماجد فرج.. عمود من أعمدة الأمن الفلسطيني
ليس مجرد قائد، بل حجر أساس في صرح الوطن. خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، قاد حملة إنسانية استراتيجية رفع فيها راية حماية الأرواح والبيوت، وأوى المهجرين، ليحوّل المخطط الصهيوني للتهجير إلى سراب يتلاشى أمام الإرادة والعزيمة.
كما امتدت أياديه لتعيد الاستقرار إلى المخيمات الشمالية في الضفة الغربية، فتصبح الحكايات عن الأمان والحماية حقيقة ملموسة، لا مجرد شعارات تتناقلها الألسن.
– شجاعة لا تهزها المؤامرات
بينما حاول أعداؤه بث الشائعات وتشويه صورته، ظل شامخاً كصخرة تصد الأعاصير، يثبت أن الشجاعة الحقيقية لا تهاب الأكاذيب. سيادة اللواء ماجد فرج، أبو بشار، سيبقى شوكة في حلق المتربصين، وحجر عثرة أمام كل قلم مأجور يظن أن الوطنية تُشترى أو تُهان.
هو رمز حي للبطولة، نجمة مضيئة في سماء فلسطين، تصدّ الظلام والأكاذيب، وتثبت أن الوطن صرح لا تهزه الرياح العاتية.
– أيقونة صمود ودرس للأجيال
المناضل ماجد فرج، الرجل الذي حمل الوطن على كتفيه، والأرواح في قلبه، سيظل أيقونة صمود وسطراً حقيقياً في صفحات التاريخ الفلسطيني.
إن التاريخ الفلسطيني، بكل دمائه وجرحه وأشجاره التي تشهد على الصمود، يحتاج إلى رجال من أمثاله؛ رجال يزرعون الأمل وسط الخراب، ويشيّدون صرح الأمن وسط العواصف، ويضيئون الطريق حين تشتد الليالي.
سيظل أبو بشار نجمة مضيئة، وصخرة لا تتزعزع أمام الرياح العاتية، وشاهدًا حيًا على أن الوطنية ليست مجرد كلمات، بل دماء تُسفح على صفحات الزمن، وأفعال تكتبها اليد قبل أن يكتبها القلم، وأرواح تظل خالدة في ذاكرة الأجيال.