التوراة ودورها في ممارسة مفهوم التفكيك الفلسطيني

د.صالح الشقباوي

التوراة هي الشريعة، المؤلفات ، الانبياء، وللتوراة مفهومان، ديني، اثني، فالديني يحاكي كيفية نزول الالواح ع موسى في صحراء التيه، اما اثنيا فهي تخص قوم موسى الذين تاهوا معه ، ولم يطاوعوه في دخول ارض كنعان، مما اضطره لانتظار موت جيل التقاعس ، واخذ ابناؤهم وتربيتهم وتعليمهم فنون القتال فوق رمال التيه الساخنة..علما ان حقائق البنيات التكوينية لحق الامتلاك ترتكز ع ثلاث اسس كلها كائنات غريبة ليس لها علاقة لا في المكان الكنعا@ني ولا في سرمدية الزمان
فحسب المرويات الثيولوجية فان الشخصيات الثلاثة التي يرتكز عليها الوعد
الثلاثي والذي يشرعن امتلاك اليهود لفلسطين ( ابراهيم ، يعقوب ، موسى )
هم واردون لهذه الارض اي مهاجرون،
لم يحصلوا ع جنسية كنعان، ولم يتجنسوا
وبالتالي هم غرباء.، [ ابراهيم وارد لها من اور وهي مدينة سومر، يعقوب قدم من حران ع الفرات الاوسط، ، اما موسى فقصة هروبه من فرعون المصري معروفة كرواية وكحكاية، ومروية، لذا فان توطنهم في فلسطين ، يشبه الى حد كبير توطن الفرنسين في الجزائر ، كقوى تعتمد ع حق القوة في عقلنة توطينها وامتلاكها للجغرافيا
لذا فان سبعون عاما من الاستيطان اليهودي لا تعطيهم الحق لا تاريخيا ولا سياسيا في الامتلاك او العودة للمطالبة بشئ كان في الماضي، وهنا اطرح سؤالا كبيرا ع القارئ
هل يحق لفرنسا المطالبة بالجزائر بعد ان
اقامت فيها اكثر من مئه واثنان وثلاثون عاما، بديها ان تكون الاجابة بالنفي القاطع انه لا يحق لفرنسا العودة لامتلاك الجزائر او التفكير حول هذا الموضوع لانها كانت فيها كقوة محتلة حاولت فرنستها بكل شتى الوسائل..لكنها فشلت في حماية كل الاشياء المخالفة للطبيعة والتي تسير فوق ارادة الاشياء والطبيعة ..فالجزائر خلقت بالطبيعة التكوينية جزائرية..لذا فقد فشلت فرنسا
وكل اجراءاتها في فرنسة المكان والانسان
وهذا ما احاكي به الحالة الفلسطينية ، والتي تعرضت لنفس الممارسات الفرنسية ضد الجزائر..لذا اقول بعقل مطمأن اننا ذاهبون الى النصر وهزيمة الصهيونية ومشروعا الذي يعيش هذه الايام قلقا وجوديا في نسقة وبنيته..وهناك صعودا انطولوجيا فلسطينيا صاعدا نحو الحق والحقيقة ..ففي غزة تصنع الحقائق
وفي غزة يكتب زمن فلسطيني جديد
اتوقع ان يكون فلسطينيا بامتياز..