أقر الجيش الإسرائيلي، يوم الأحد، خطته للمرحلة الثانية من الحرب في قطاع غزة ألا وهي “احتلال مدينة غزة”، معلناً أن جهوده ستركز على مدينة غزة بهدف “القضاء على حركة حماس” ضمن إطار خطة طويلة الأمد تستهدف “المحور”
ونقل بيان للجيش، يوم الأحد، عن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير القول “نقر اليوم الخطة للمرحلة التالية في الحرب.. سنحافظ على الزخم الذي تحقق في عربات جدعون .. سنواصل الهجوم حتى القضاء على حماس.. والمختطفون أمام أعيننا”، في إشارة إلى تحرير الرهائن الإسرائيليين المتبقين في القطاع.
وأضاف زامير بأن الخطة تأتي بعد انتهاء عملية “عربات جدعون” التي شنها الجيش منذ أيار/مايو الماضي.
وشدد زامير في بيانه على أن “عربات جدعون” حققت أهدافها مؤكداً على أن حركة حماس “لم تعد تملك القدرات التي كانت لديها قبل العملية”. مضيفاً أن الجيش سيكرس كل قدراته البرية والبحرية والجوية في العملية الجديدة.
وأكد زامير في بيان الجيش أن “المعركة الحالية ليست آنية، بل جزء من خطة طويلة الأمد تستهدف كل مكونات المحور وعلى رأسه إيران”. إذ تهدف العملية إلى “تغيير الواقع الأمني” كما حصل في كل من إيران واليمن ولبنان والضفة الغربية، على حد تعبيره.
توغل وتهجير
وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن الخطة تشمل استكمال تطويق مدينة غزة، والتوغل إلى قلبها خلال الأسابيع المقبلة.
ويشارك في العملية العسكرية الجديدة أربع فرق عسكرية، وألوية احتياط. وأشارت التقارير إلى أن الجيش يخطط لإجلاء مئات آلاف السكان من مدينة غزة إلى المناطق الجنوبية في القطاع، بعد تحويل أراض خاضعة لسيطرته إلى ما أسماها “مناطق إنسانية”، جنوباً.
اتهامات بـ “التهجير القسري والتطهير العرقي”
يأتي هذا في وقت يثير فيه الحديث عن نقل السكان إلى جنوب القطاع اتهامات بارتكاب “جريمة تهجير قسري وتطهير عرقي”، في وقد تشتد فيه الأزمة الإنسانية في القطاع المنكوب. وعبرت الأمم المتحدة عن قلقها من المخططات الإسرائيلية لنقل السكان من مدينة غزة.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” إن ذلك “لن يؤدي إلا إلى زيادة المعاناة الإنسانية”، لأهالي القطاع.
وفي ذات السايق، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن القوات الإسرائليية “سوّت حي الزيتون في مدينة غزة بالأرض” ودمرت نحو 400 منزل مؤخراً باستخدام الروبوتات المفخخة والقصف الجوي.
من جانبه، وصف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الخطوة بأنها “تجميل لجريمة التهجير القسري والتطهير العرقي”.
وحذر المكتب من أن تتحول المخيمات الجديدة إلى “فخ دموي” على غرار ما حدث مع منطقة المواصي في خان يونس جنوباً، التي كان الجيش أعلنها مناطق آمنة ودفع بآلاف النازحين إليها، ولم يتوان فيما بعد عن استهدافها مراراً وتكراراً موقعا مئات القتلى والجرحى بين صفوف النازحين.
فيما وصفت حركة حماس الخطة بأنها “إعلان عن موجة جديدة من الإبادة والتهجير الجماعي”.
واعتبرت الحركة أن إقامة خيام للنازحين “تضليل مكشوف للتغطية على جريمة وشيكة”.