الجيش الروسي يعلن تحرير كامل مقاطعة كورسك.

النتائج الاستراتيجية لاسترجاع روسيا منطقة كورسك من أوكرانيا

المركز الاوربي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

أعلن الجيش الروسي يوم 26 أبريل 2025،  إنه استعاد بالكامل منطقة كورسك الحدودية من القوات الأوكرانية. وأوضح رئيس الأركان العامة الروسية، فاليري غيراسيموف، خلال اجتماع عبر الفيديو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بُث على التلفزيون يوم 26 أبريل 2025، أن آخر بلدة في كورسك قد “تم تحريرها”. وأجاب بوتين قائلاً إن “مغامرة” أوكرانيا في كورسك قد فشلت تمامًا. وكانت القوات الأوكرانية قد دخلت المنطقة مطلع أغسطس 2024، واستولت على عشرات البلدات.

تعطل واسع في أنظمة الدفع الإلكترونية في أوكرانيا
أعلنت السلطات أن أنظمة الدفع الإلكترونية في أوكرانيا تعطلت بشكل واسع. وقد تأثرت مكاتب البريد، والمطاعم، ونظام مترو الأنفاق. وأشار مراسلون من وكالة رويترز إلى أن بعض تطبيقات البنوك لم تعمل كذلك. كما تعطلت منصة “ديا” الإلكترونية، التي تتيح للمواطنين الوصول إلى الخدمات الحكومية عبر الإنترنت. أوضح أولكسندر فيديينكو، عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الأوكراني، عبر خدمة تلغرام: “الأمر ليس نتيجة هجوم إلكتروني، بل مشكلة تقنية”. وكانت أوكرانيا قد تعرضت مرارًا لهجمات إلكترونية روسية في السابق.

وفي سياق أخر رفضت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، الانتقادات التي تتهمها بأنها غير دبلوماسية تجاه روسيا. وقالت رئيسة وزراء إستونيا السابقة لمجلة “شبيغل”: “بمجرد أن أقول شيئًا عن روسيا، يتم وصفي بأنني متشددة تجاهها . وأضافت: “موقفي من روسيا يعبر فقط عن التيار العام الذي تتبناه غالبية الحكومات الأوروبية”. وأكدت: “نحن نواجه تحديات سياسية كبيرة، لكنها مسؤولية لا أندم عليها”.

ترامب: أوكرانيا لم توقع اتفاقية المواد الخام
أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب امتعاضه من تأخر توقيع أوكرانيا على اتفاقية المواد الخام المقررة مع الولايات المتحدة. وكتب ترامب عبر منصته “تروث سوشيال” أثناء توجهه إلى جنازة البابا في روما: “أوكرانيا تحت قيادة فولوديمير زيلينسكي لم توقّع بعد الوثائق النهائية للاتفاقية المهمة للغاية بشأن المعادن النادرة مع الولايات المتحدة”، مضيفًا أن الاتفاق “متأخر بالفعل عن موعده بثلاثة أسابيع على الأقل”. وأعرب عن أمله بأن يتم توقيعه على الفور.

وأوضح ترامب أيضًا أن العمل على اتفاق السلام بين روسيا وأوكرانيا “يسير بسلاسة”، وأن مؤشرات النجاح واعدة. وكان من المقرر توقيع اتفاقية المواد الخام يوم السبت 26 أبريل، بحسب إعلان نوايا وقعه الجانبانفي وقت سابق. تصريحات مشابهة أدلى بها وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت. لم يتضح سبب انتقاد ترامب المفاجئ لتأخر التوقيع، ولا ما إذا كانت هناك مهلة انتهت بالفعل. كما لم يتضح بعد ما إذا كان موعد التوقيع ما زال قائمًا.

تهدف الاتفاقية إلى منح الولايات المتحدة حق الوصول إلى الموارد الطبيعية الأوكرانية، وخاصة المعادن النادرة الضرورية للتكنولوجيا المتقدمة. وتأمل كييف في أن تساهم هذه الخطوة في تعزيز تحالفها مع الولايات المتحدة بوصفها قوة حامية دائمة. وكانت محاولة أولى لتوقيع اتفاق إطار قد فشلت نهاية فبراير 2025، بعد مشادة بين ترامب ونائبه جي دي فانس مع زيلينسكي داخل البيت الأبيض.

ما أهمية ورمزية مشاركة جنود كوريا الشمالية في استعادة كورسك:
تعويض النقص البشري الروسي: مع الخسائر الكبيرة التي تعرض لها الجيش الروسي خلال الحرب الطويلة، تلجأ موسكو إلى تعزيز قواتها عبر متطوعين أو قوات حليفة، بما في ذلك كوريون شماليون.

توسيع التحالف العسكري “المناهض للغرب“: مشاركة كوريين شماليين توضح أن موسكو لا تقاتل وحدها، بل ضمن محور مناهض للولايات المتحدة والغرب يضم روسيا وكوريا الشمالية وربما الصين بدرجة معينة.

تحدٍ مباشر للغرب: وجود جنود من كوريا الشمالية إلى جانب القوات الروسية في أوروبا يعني توجيه رسالة استفزازية للولايات المتحدة وحلف الناتو.

توسيع الصراع إلى طابع عالمي: مشاركة كوريا الشمالية تجعل الصراع الأوكراني يبدو وكأنه جزء من صراع دولي أكبر بين محاور القوى، وليس مجرد نزاع إقليمي بين روسيا وأوكرانيا.

إعادة إحياء رمزية الحرب الكورية: تلميح ضمني أن موسكو وبيونغ يانغ لا تزالان مستعدتين لخوض “حروب بالوكالة” ضد المعسكر الغربي كما حدث في الخمسينيات.

النتائج الاستراتيجية لاسترجاع روسيا منطقة كورسك من أوكرانيا
ـ استعادة السيطرة على منطقة حدودية حساسة: كورسك تقع على حدود أوكرانيا، وتعتبر حاجزًا طبيعيًا وأمنيًا متقدمًا للدفاع عن العمق الروسي. استعادتها تقلل من خطر التوغل الأوكراني إلى الداخل الروسي.

ـ إضعاف القوة الهجومية الأوكرانية: فقدان كورسك يعني أن أوكرانيا فقدت موطئ قدم مهم على الأراضي الروسية، مما سيحد من قدرتها على تنفيذ هجمات عبر الحدود مستقبلاً.

ـ استعادة المبادرة العسكرية: العملية تمنح روسيا دفعة نفسية وتكتيكية لإظهار أنها لا تزال قادرة على استعادة المناطق التي خسرتها.

ـ تأمين خطوط الإمداد: كورسك تمثل عقدة مواصلات وإمداد مهمة، واستعادتها تضمن استمرارية العمليات اللوجستية للجيش الروسي قرب الجبهة.

ـ تعزيز موقف بوتين داخليًا: استعادة كورسك ستُستخدم دعائيًا لإقناع الرأي العام الروسي بنجاح “العملية العسكرية الخاصة” وإظهار بوتين كقائد قوي لا يسمح بفقدان الأراضي.

ـ إضعاف صورة زيلينسكي: فشل أوكرانيا في الاحتفاظ بمنطقة استراتيجية مثل كورسك قد يُنظر إليه كدليل على تراجع قدرة زيلينسكي على تحقيق مكاسب ميدانية أو الحفاظ عليها.

ـ تأثير سلبي على دعم أوكرانيا الدولي: قد تدفع هذه الخسارة بعض الدول الغربية إلى إعادة تقييم جدوى دعم أوكرانيا عسكريًا وسياسيًا، خصوصًا مع ضغوط الحرب الطويلة.

ـ دفع الأطراف نحو حلول تفاوضية: مع استعادة روسيا مواقعها الحدودية، قد ترى موسكو أن ميزان القوى يميل لصالحها، مما يدفعها للضغط أكثر على أوكرانيا في أي مفاوضات سلام مستقبلية.

ـ تعزيز استراتيجية الدفاع والهجوم الروسي: من خلال تأمين كورسك، تستطيع روسيا إعادة تركيز عملياتها الهجومية نحو عمق الأراضي الأوكرانية.

ـ توجيه رسالة إلى الغرب: روسيا تسعى من خلال هذا الانتصار إلى إظهار أنها قادرة على تحقيق مكاسب حقيقية على الأرض رغم الدعم العسكري والاقتصادي الضخم لأوكرانيا من الغرب.

ـ ربط التطورات بالمشهد السياسي الدولي: لقاء زيلينسكي مع ترامب خلال جنازة البابا، في ذات اليوم، يوضح أن مستقبل الدعم الأمريكي لأوكرانيا قد يصبح موضع مساومة أو إعادة تفاوض، خاصة مع التغيرات السياسية في الولايات المتحدة.