كان الصيدُ تربيةً أكثر منه تجارةً، إلى أن تغيّر ذلك مع سياسات التدخل الاستعماريّ في طبريا البحرة قبل المدينة، إذ ألزمَتْ بريطانيا الصيّادين بترخيصٍ للصيد، عُرف لدى الطبارنة بـاسم “الجواز البحريّ”.
غير أن ملامح هذه التحولات صارت أكثر وضوحاً وقسوةً مع قدوم يهود أوروبا الصّهاينة إلى المدينة، والذين اتبعوا طريقة صيد السمك بأصابع الديناميت؛ يُرمى الديناميت في الماء إلى أن ينفجر، فيطفو السّمكُ على سطح الماء ميتاً، وهذا ما اعتبرهُ بحارةُ المدينة قتلاً لا صيداً للسمك.
كان ذلك واحداً من مظاهر التحامل والإرباك التي بدأت وقتها تخترقُ النسيج الاجتماعيّ بين عرب المدينة ويهودها.