السياسي – تحدثت مصادر سياسية عن تنافس بين رئيس تحالف “العزم” السنّي، مثنى السامرائي، وغريمه الأبرز، زعيم حزب “تقدم”، محمد الحلبوسي، على شغل منصب رئيس مجلس النواب الجديد، في وقتٍ أعلن فيه ائتلاف “الإعمار والتنمية”، إطلاق مبادرة لإنهاء “الجمود السياسي” وتفكيك العُقد في مسار حسم مرشح رئاسة الوزراء.
الائتلاف الذي يتزعمه ريس الحكومة محمد شياع السوداني، أفاد في بيان صحافي بأنه ناقش في اجتماعه الأخير “مستجدات المشهد السياسي الوطني، ومراجعة دقيقة لنتائج جولات الحوار المكثفة التي قادها الائتلاف مع مختلف الشركاء والقوى الوطنية ابان المدة الماضية، فضلا عن تحديد رؤيته لإدارة الدولة للمرحلة المقبلة”.
وأضاف: “في إطار مساعيه الجادة لكسر حالة الانسداد السياسي، أعلن المجتمعون عن توصل الائتلاف إلى بلورة مبادرة وطنية متكاملة صممت خصيصا لتفكيك العُقد التي تحول دون التوافق على مرشح لمنصب رئيس الوزراء”.
ووفق البيان فإن “هذا الحراك النوعي يؤدي الى إنهاء حالة الركود التي خيمت على المشهد السياسي، حيث من المؤمل عرض تفاصيل المبادرة على طاولة الإطار التنسيقي”.
وأوضح أن “مبادرة الائتلاف الوطنية تمثل استشعارا من قيادته بالمسؤولية تجاه حسم الاختيارات وفق الاستحقاقات الدستورية، وإيمانا بضرورة المضي نحو تشكيل حكومة قادرة على ملامسة تطلعات الجماهير وتحويل آمالهم في الإصلاح والاستقرار إلى واقع ملموس”.
سنّياً، كشف عضو تحالف “عزم”، محمد دحام، عن التوصل إلى اتفاق مبدئي داخل “المجلس السياسي” السني يقضي بترشيح رئيس حزب “تقدم” محمد الحلبوسي ورئيس تحالف “عزم” مثنى السامرائي للتنافس على منصب رئيس مجلس النواب، على أن يجري التصويت على أحدهما داخل البرلمان.
وقال في تصريح لمواقع إخبارية محلية، إن “المجلس السياسي السني اعتمد منذ تأسيسه مبدأ اتخاذ القرارات بالتوافق داخل المجلس حصراً، دون السماح بأي تدخلات خارجية، لا سيما فيما يتعلق بتسمية رئيس مجلس النواب”.
وأضاف أن “الاجتماعات السابقة، ولا سيما اجتماع (مساء أول أمس الأحد) في منزل عضو المجلس النائب ثابت العباسي، أفضت إلى اتفاق مبدئي على ترشيح الحلبوسي والسامرائي للتنافس داخل البرلمان”.
وأشار دحام إلى أن “المجلس سيعقد اجتماعاً جديداً يوم الثلاثاء (اليوم) في منزل أبو مازن (أحمد الجبوري رئيس حزب الجماهير) لتثبيت هذا الاتفاق بشكل رسمي”.
وكان “المجلس السياسي الوطني”، المُمثل لجميع قادة الأحزاب السياسية السنّية الفائزة في الانتخابات التشريعية الأخيرة، قد عقد اجتماعه في بغداد، وأخفق في اختيار مرشح لرئاسة مجلس النواب.
وذكر المجلس في بيان: “عقد المجلس السياسي الوطني اجتماعًا في مقرّ رئيس تحالف حسم الوطني (وزير الفاع)، ثابت العباسي، في العاصمة بغداد، بحضور قادة الأحزاب والتحالفات المُشكِّلة للمجلس”.
وأضاف أن الاجتماع ركّز على بحث الاستحقاقات الدستورية وأهمية حسمها، وفي هذا السياق، وبغية استكمال الحوارات والمناقشات داخل المجلس السياسي الوطني. قرّر المجتمعون مواصلة النقاشات خلال اجتماعٍ يُعقد يوم الثلاثاء المقبل (اليوم).
وأكد المجتمعون التزامهم بالتوقيتات الدستورية لجلسة مجلس النواب، التي دعا إليها رئيس الجمهورية في (29 كانون الأول/ ديسمبر الجاري)، وحسم ملف اختيار رئيس المجلس.
وفي وقت سابق من أمس الإثنين، بحث رئيس تحالف “أبشر يا عراق”، همام حمودي، مع الحلبوسي، مستجدات المشهد السياسي ومسار الحوارات الجارية، مؤكدين على ضرورة الالتزام بالتوقيتات الدستورية لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة.
وذكر المكتب الإعلامي للشيخ همام حمودي، في بيان، أن “الأخير استقبل محمد الحلبوسي، وجرى خلال اللقاء بحث تطورات الأوضاع السياسية، وأهمية استكمال الاستحقاقات الدستورية ضمن سياقاتها الزمنية، وتحديات المرحلة وسبل مواجهتها”.






