الحمى القلاعية تجتاح المجر وسلوفاكيا وشكوك بـ الارهاب البيولوجي

بشكل مفاجئ، ومن دون سابق انذار، عادت الحمى القلاعية الى المجر، وانتقلت مباشرة الى جارتها سلوفاكيا، مهددة الانتاج الحيواني في البلدين، خاصة بعد اعدام الدولتين، وخلال ايام قليلة، اكثر من 10 الاف رأس من الحيوانات المنتجة.

السلطات المجرية اعلنت عن اكتشاف هذا الفايروس في اذار، مارس الماضي، في مزرعة للماشية على الحدود مع سلوفاكيا، فسارعت الاخيرة بدورها لاخذ الاحتياطات اللازمة وقامت باجراء فحوصات في المزارع القريبة من نقطة الحدث، وفرضت حالة الطوارئ، وقيودا على المناطق الحدودية ، وتم انشاء مراكز مراقبة عسكرية وصحية باشراف من البر والجو.

بعيدا عن الناحية الصحية والطبية وقيمة الثروة الحيوانية والخسائر في البلدين المذكورين، وبينهما قاسم مشترك، حيث اختفت تلك الآفة منذ 50 عاما، وعادت الى الدولتين معا، وهذا ليس القاسم المشترك الوحيد، فكلا البلدين يعارضات تقديم المساعدات لاوكرانيا في حريها ضد روسيا، ولطالما نادتا بوقف الدعم العبثي لنظام كييف، مشيرتان الى ضرورة استغلال الفائض المالي في تنمية المجتمعات الاوربية، وليس دعم حرب عبثية تسبب بها نظام كييف، والمعروف عنه الفساد وعن قيادة جيشه الرشوة .

هذا الموقف لم يعجب نظام الرئيس الاوكراني فلوديمير زيلينسكي، ويبدو انه ظل ينغص عليه، واعتبره حجر عثرة في تدفق المساعدات وافراغ جيوب الاوربيين لصالحه، فبدا في مضايقة الدولتين وانتهى الامر يوم الخميس الماضي بطرد دبلوماسيين مجريين من بلاده.

على الرغم من عدم ثبوت الادلة الكافية لادانة النظام الاوكراني بالتورط في ارسال هذا الفايروس، الا انه لم تثبت براءته ايضا، لكن المؤكد ان ثمة ارهاب بيولوجي وراء ما يجري في سلوفاكيا والمجر وقد تم رصد حالات سابقة من محاولات ادخال الفايروس الى المجر، حيث يمكن نقله عن طريق الاحذية والملابس والمعدات الملوثة او حتى عن طريق ريش الطيور .

يؤكد جيرجيلي جولياس رئيس ديوان الرئيس المجري ان ما جرى في بلاده هجوم بيولوجي مدبر، وثال انه فايروس صناعي ، ملمحا الى تورط مختبر اجنبي بانشائه .وهو ما شاطره به وزير الزراعة السلوفاكي ريتشارد تاكاش والذي اكد بدوره ان هناك تكهنات تتحدث عن “ارهاب بيولوجي” ، وان احدهم احضر الفايروس بشكل مقصود.

التلميحات من المسؤولين المشار اليهما تتجه الى اتهام اوكرانيا بشكل مبطن، بالتورط في صناعة وارسال هذا الفايروس، ولها اسبقيات تم التغاضي عنها سابقا، سيما بعد اكتشاف عشرات المعامل البيولوجية برعاية اميركية ، اتضح انها كانت تقف وراء عشرات الفايروسات التي اصابت دول في العالم واضرت اقتصادها بشكل كبير وربما تكون فتكت بحياة ابرياء ايضا

يعد داء الحمى القلاعية من اكثر الامراض الحيوانية اثارة للخوف في العالم، وهو شديد العدوى بين المجترات مثل الابقار والاغنام والماعز والخنازير ، ونادرا ما يقتل الماشية، لكنه يسبب فقدان السهية والحمى، مما يتطلب اعدام القطيع باكملة، كما انه يتسبب بخسائر مهولة في الثروة الحيوانية، كما جرى في بريطانيا عام 2001 عندما اعدمت السلطات 6 ملايين حيوان للقضاء على هذا المرض وهو ما تسبب بخسارة 15 مليار يورو .