الدوابّ – وسيلة لإسعاف الجرحى في غزة – شاهد

السياسي – تحولت عربات تجرها الدواب في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة إلى وسيلة لإسعاف الذين أصيبوا جراء الغارات الإسرائيلية على مناطق وسط القطاع، حيث يعجز المستشفى الوحيد الذي ما زال على قيد العمل في المدينة عن التعامل مع الأعداد الكبيرة من الإصابات من خلال سيارات الإسعاف التي لديه لعدم توفر الوقود.

وتشهد مناطق وسط القطاع، التي تشمل مخيمات النصيرات والبريج والمغازي ودير البلح، تصعيداً واسعاً أدى إلى استشهاد أكثر من 141 فلسطينياً وجرح المئات، خلال الساعات الأخيرة، فيما يواصل الجيش الإسرائيلي توسيع عملياته العسكرية.

عربات نقل المصابين في غزة
ومستشفى شهداء الأقصى، هو المستشفى المركزي الوحيد لجميع تلك المناطق التي أصبحت وجهة للنازحين من مدينة رفح جنوباً، حيث يشن جيش الإحتلال عملية توغل واسعة في أجزاء واسعة منها، ما فاقم من معاناة إدارة المستشفى التي تقول إنه يخدم حالياً نحو مليون شخص.

معوقات العمل

وقال مدير الإعلام والعلاقات العامة في المستشفى، محمد الحاج، إن “النقص الحاد في الوقود والمعدات الطبية بسبب استمرار الحرب أثر بشكل كبير على طبيعة عمل طواقم الإسعاف”، مبيناً أن ذلك أجبر السكان على الاعتماد على الدواب لنقل الجرحى والشهداء.

وأوضح أنه “ومنذ سيطرة جيش الإحتلال على معبر رفح، تقلصت كميات الوقود المخصصة للمستشفيات وسيارات الإسعاف إلى أدنى الحدود، وهو أمر يعيق تنفيذ مهام الإنقاذ خاصة لفرق الإسعاف”.

وأشار إلى أن “صعوبة الاتصالات في مختلف مناطق القطاع بسبب تهالك الشبكات العاملة بالقطاع نتيجة الاستهداف الإسرائيلي يعتبر أحد أسباب عدم قدرة سيارات الإسعاف على الوصول إلى أماكن الاستهدافات الإسرائيلية بالسرعة المطلوبة”.

ولفت إلى أن “الاستهداف الإسرائيلي المتكرر لسيارات الإسعاف والطواقم الطبية أثر بشكل كبير على عمل تلك الطواقم”، مشيراً إلى أن جيش الإحتلال لا يراعي الحماية التي يمنحها القانون الدولي لتلك الطواقم ما أدى لاستشهاد وإصابة العديد منهم.

معاناة الأهالي في مستشفى الأقصى
وأضاف: “نبذل جهداً استثنائياً للوصول للشهداء والجرحى في لحظة القصف الإسرائيلي؛ إلا أننا لا نتمكن في جميع الأوقات من ذلك، خاصة في حال بعد المكان وصعوبة الاتصالات ونقص الوقود”، مبيناً أن ذلك سيزيد من أعداد الضحايا.

وبين الحاج أن “وزارة الصحة في غزة ناشدت الجهات والمؤسسات الدولية من أجل الضغط على الاحتلال لإدخال الوقود والمعدات الطبية، والسماح بحرية العمل لسيارات الإسعاف دون تعرضها للاستهداف؛ إلا أن الاحتلال لا يستجيب لتلك المطالبات”.

انهيار الخدمات

من ناحيته، قال مدير الإسعاف والطوارئ في المستشفى، محمد ريان، إنه “وبسبب الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ عدة شهور، والاستهداف المتكرر للمستشفيات؛ فإن خدمات المستشفى انهارت بشكل غير مسبوق”.

وأوضح أن “الخدمات في المستشفى الوحيد بوسط القطاع تقدم بأدنى المستويات”، مشيراً إلى أن المستشفى يخدم أكثر من مليون فلسطيني، وزادت الأعباء عليها منذ اجتياح جيش الإحتلال لمدينة رفح.

كارثة في مختلف المناطق

وبين أنه “في حال لم تقدم المساعدة العاجلة من قبل المجتمع الدولي والمؤسسات الطبية ولم يُسمح بدخول كل ما يحتاجه المستشفى؛ فإنه لن يتمكن من تقديم الخدمات الأولية أيضاً، وهو ما سيؤدي لكارثة بمختلف مناطق وسط القطاع”.

وأشار إلى أن “المطلوب بشكل أساسي توفير الوقود للمولدات وسيارات الإسعاف من أجل ضمان استمرار العمل، وتوفير الحماية أيضاً للطواقم الطبية، بما يضمن تقديم الخدمات الطبية بأفضل شكل ممكن”، مشدداً على ضرورة أن يكون ذلك بأسرع وقت ممكن.

شاهد أيضاً